التعليم ، فلا يعقل أن يصدر منه المسح وإرادة المعنى التجديدي والذي قال به البعض ، أو يراد منه شيء آخر .
كما
تتّضح الحقيقة بأدقِّ ملامحها إذا ما قسنا هذا الكلام من الإمام مع ما صدر عنه في
مواقع أُخرى وتأكيده على لفظ الإحداث والمحدث .
فإنَّه
ـ وكما قلنا سابقا ـ كان يواجه القائلين ﺑ :
(رأي رأيته) في الأحكام ـ وعثمان من أُولئك القائلين بالرأي[358] ـ بكلِّ قوّة ، وصلابة حيث لا حجّيّة للرأي قبال النصّ الصريح في القرآن ؛ كما أنَّ الصحابة
لا يمتازون عن الناس بشيء من حيث العبوديّة ،
فلهم ما لهم ، وعليهم ما عليهم ، والكلُّ سواسية فيما وُضِعَ على عواتقهم من تكاليف شرعيّة ؛ ولا
مبرّر لترجيح رأي على آخر ، إلّا إذا كان أحدهما مدعوما بالقرآن أو السنّة .
وقد ثبت
عنه 0 أنّه كان لا يقول برأي أو
قياس ، وَمَا
يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إلَّا وَحْيٌ يُوحَى[359] ومعناه أنّ رسول الله لا يقول بشيءإلّا بما اراه الله في الأحكام
والموضوعات لقوله تعالى : .. بِمَا أَرَاكَ الله[360] .
نعم ؛
كان الإمام عليّ يواجه تلك الاجتهادات ، ويسعى لتخطئة أصحاب الرأي
بالإشارة والتمثيل ومن تلك الأخبار :
ما أخرجه المتّقي
الهنديّ، عن مصنف عبدالرزّاق، وسنن ابن أبي شيبة، وسنن أبي داود كلّهم عن
عليّ ؛ أنَّه قال: لو كان
[358] لقوله لمن اعترض
عليه زيادة ركعتين اُخرى في منى : «رأي رأيته» .