الدين بالرأي، لكان باطن القدمين أحقّ بالمسح من ظاهرهما، ولكن رأيت رسول الله مسح ظاهرهما[361] .
وفي تأويل مختلف الحديث : ما كنت أرى أنَّ
أعلى القدم أحقّ بالمسح من باطنها حتّى رأيت رسول الله يمسح على أعلى قدميه[362] .
وفي نصّ آخر : كنت أرى أنَّ باطن القدمين أحقّ بالمسح من ظاهرهما حتّى رأيت رسول
الله يمسح على ظاهرهما[363] ؛ وأمثالها
بهذا فقد وقفت على كيفيّة مواجهة الإمام عليّ لخطّ الاجتهاد الحر ، واسقاطه للرأي قبال فعل النبيّ 0 ، إذ إنَّ العمل المجزئ هو ما قرن بدليل من القرآن أو السنّة والإمام كسب مشروعيّة قوله بالمسح من فعل رسول الله ، وإن كان يتفق مع رأيه الشخصي وذوقه الاستحساني كإنسان ـ حسب هذه
النصوص ـ لأنّ الإمام لا يخالف رسول الله في قول أو عمل أي انّ الإمام أراد ان
يصور المسألة للناس وفق ما يفهمونه[364] .
ولم
يقتصر عمل الإمام على بيان المورد آنف الذكر ،
بل نرى له مواقف كثيرة
[361] كنز العمال 9 : 262 / في المسح على
الخفين / ح 27609 ، سنن أبي داود 1 : 42 / باب كيف المسح
/ ح 164 ، المصنف لعبدالرزاق 1 : 19 / باب غسل
الرجلين / ح 57 وفيه : لولا أني رأيت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يغسل
ظهر قدميه الخ ، ومصنف بن أبي شيبة 1 : 25 / باب في
المسح على القدمين / ح 183 .
[363] سنن أبي داود 1
: 42 / باب كيف المسح / ح 164 ،
مسند أبي يعلى 1 : 287 / ح 346 ، سنن
البيهقي الكبرى 1 : 292 / باب الإقتصار بالمسح على ظاهر الخفين / ح 1295 .
[364] سنشير
إلى كيفية رؤية الخليفة عثمان لصفة وضوء رسول الله وما يدور حوله في المجلد الثاني
من هذه الدراسة ، كي
نقيسه بعد ذلك مع المنقول عن الإمام علي وتعبده 1
بقول وفعل رسول الله .