الاجتهادات
العثمانيّة في عهده ، بل نرى البعض منهم قد حكم من جرّائها وجراء غيرها بكفره .
ولا
يستبعد أن تكون نصوصا صدرت عن الإمام علي في قضيّة الوضوء ، لكنَّ
الأيدي الأمويّة ـ وهي المدوّنة للتاريخ والحديث ـ قد تلاعبت بتلك أو حذفتها من
الأصول .
الثانية: موقف عليّ العمليّ من
الوضوء البدعيّ
نبدأ
بإثارة السؤال الأتي :
هل إنَّ
المخالفة العمليّة أشدّ وقعا ، أم القوليّة ؟؟
من
الطبيعيّ القول بالأُولى ، لكونها أبلغ في إيصال المطلوب ،
وخصوصا فيما نحن بصدده ، إذ أنَّ الوضوء فعل ، وإنَّ الفعل يتّضح مطلوبه ـ بدقّة ـ بالممارسة والتطبيق .
والآن فثمَّة شواهد كثيرة في بطون كتب الحديث والتفسير والتاريخ تدلّ على
أنَّ عليّا قد واجه إحداث عثمان عمليّا ، إذ نُقل عنه أنَّه
توضّأ أيّام خلافته في الرحبة ، فوصف وضوء رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ؛ ثم قال : «هذا
وضوء من لم يحدث»[352] وفي العبارة إشارة إلى من أحدث !
فمن هو
المُحْدِثُ يا تُرى ؟
وفي أيّ
عهد من العهود التي سبقته قد حصل هذا الإحداث ؟
[352] مسند أحمد 1 : 116 / ح 943 ، و 1 : 139 / ح 1173 ، و 1 : 153 / ح 1315 ، مسند أبي يعلى 1 : 303 / ح
368 ، سنن البيهقي الكبرى 1 : 75 / باب قراءة من قرأ وارجلكم نصبا /
ح 359 .