responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 715

 

دوران الواجب بين التعيـين والتخيـير العقلي

ولك أن تسمّي هذا البحثَ بـ [حكم العقل في حال دوران الأمر بين التعيين والتخيـير] أو [تقديم معلوم الحجيّة على مشكوك الحجيّة] أو [تقديم الراجح على المرجوح] أو [لزوم تقديم معلوم الأهميّة على محتمل الأهمية] .

ولتوضيح الأمر نذكر عدّةَ أمثلة عمليّة على ذلك :

المثال الأوّل : لو تردّد العامّيّ بين أن يقلّد خصوصَ الأعلمِ أو أن يقلّد أيّ مجتهدٍ فقيهٍ ـ بناءً على أنّ الدليل على التقليد هو حُكْمُ العقل بالرجوع إلى أهل الخبرة ـ فهنا لا شكّ في أنّ عقْلَ المقلِّدِ يحكم بتقديم خصوصِ الأعلم لأنه معلوم الحجيّة ـ كونه القدرَ المتيقّن ـ على غير الأعلم ، وتقليدُ غير الأعلم في هكذا حالةٍ مشكوكُ الصحّة .

وبتعبـير آخر ، بعضُ الناس يستدلّون على لزوم تقليد خصوص الأعلم أو تقليد مطلق المجتهد ـ سواءً كان من الطبقة الأولى من المراجع أو من سائر الطبقات ـ بـبعض الروايات أو بقول المرجع بلزوم تقليد خصوص المرجع الأعلم ، ولا يلتفتون إلى أنّ المقلِّد لا يعرف الروايات والإستدلالات ، ولا يعلمون أنّ للمقلِّد أن يسأل المرجعَ السؤالَ التالي : "ما الدليل على حجيّة أمرك لي بتقليد خصوص المرجع الأعلم ؟!" فإن أجابه المرجعُ بقوله "أنا المرجع أقول لك يجب تقليدُ خصوص الأعلم" لرجع العامّيّ لنفس السؤال "ومَن يقول بحجيّة قولك ؟!" وهكذا يتسلسل السؤال إلى ما لا نهاية ، ولذلك يجب القول بلزوم أن يكون الدليل الوحيد على لزوم التقليد هو حكم العقل برجوع الجاهل إلى العالِم ، كما أنّ عقل العامّي قد يوجب عليه في المسائل التي يراها خلافيةً أن يَرجع إلى خصوص الأعلم لأنه الأقرب إلى الواقع ولو بنحو الإجمال .

ولذلك ترى العقل لا يتردّد في كلّ الحالات المذكورة في حال دوران الواجب بين التعيـين والتخيـير ، وإنما يحكم إن كان الأمر عنده واضحاً ، وإلا احتاط .

مثالٌ آخر : لو كان أحد الغريقين أخي والثاني غريـباً ، وسائرُ الخصوصيّات متساويةٌ من حيث الإيمان وغيرِه فبماذا يحكم العقلُ ؟ لا شكّ أنّ العقل يحكم بأرجحية إنقاذ الأخ ، ولو من باب أنّ الأقربين أَولَى بالمعروف ، ولقوله تعالى [يتيماً ذا مَقْرَبَة] وأولو[731] الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله


[731] كلمةٌ في إملاء القرآن الكريم

كَتَبَ العربُ (أولوا) مع الألف وبدونها ، ولكن أغلب العرب كتبوها مع الألف وهو الأَولى ـ طِبقاً للقاعدة الإملائية ـ على اعتبار أنّ الألف هي علامة الجمع ، فكلّ أسماء الجمع المذكّر السالم المضافة تـنـتهي بالواو والألف مثل (معلّموا المدرسة) وكذا تَكتب (مرتكبوا الصغائر) و (مشركوا العرب) بالألف ... وهو أمْرٌ معلومٌ عند العرب ، ومع ذلك فقد كتبوها في القرآن الكريم من دون الألف [قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ 33] (سورة النمل) . فإن قلتَ : الألف في الأمثلة السابقة وُضِعَتْ محلَّ النون ، لأنّ الأصل معلمون ومرتكبون ومشركون ، قلتُ : هذا غير صحيح ، فإنك تَكتب (ذَووا قوّة) بالألف رغم عدم وجود (ذوون) في اللغة العربـية . على كلّ فأنا لا أعرفُ السببَ الذي جعلهم يكتبون [أولو] من دون ألف ، وأيضاً كتبوا [فيؤخذُ] ـ في قوله تعالى [يُعْرَفُ المجرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بالنَّواصِيْ والأَقْدامِ] (الرحمن ـ 41) ـ من دون الواو والألف ، وإن كان يمكن الجوابُ عن كتابة الآية الأخيرة بأن يكون ذلك باعتبار الوزن ، فإنّ العرب لا يلفظونها [فيؤخذوا بالنواصي والأقدام] فإنّ الوزن يختلّ بوضوح ، وقد يمكن الجواب عن كتابة [أولو] بأنهم كتبوها إمّا باعتبار التلفُّظ ـ كما كتبوا [بسم الله] مع أنّ القاعدة الإملائية تقتضي أن تُكتب باسم الله ـ وإمّا لدفع توهّم أنها لفظة أخرى كما كتبوا [مائة] ـ مع أنها تُلفظ (مِئَة) ـ دفْعاً من قراءتها (منه) فإنّ الصحف التي كانوا يكتبون عليها كانت الجلودَ وورقَ البَرْدِي وكانت تُمحَى عنها بعضُ الأحرف أو لا تـتضح أحياناً ، ولعلّه هناك أسباب أخرى لا أعرفها فإني غيرُ متخصّص في مجال إملاء القرآن الكريم غير أنّا نلاحظ بعض الإملاءات الغير متعارفة في زماننا مثل [سبحن الله] و [وسليمان وإسحق] و [وجاءو] و [فاءو] و [باءو] و [تَبَوَّءُو] بغير ألف فيها بعد واو الجماعة ، وكتابة [داوُد] بواو واحدة مع أنّه لعلّ اللازمَ كتابتُها بواوين و [لَتَّخَذْتَ عليه أَجْراً] (الكهف ـ 77) ، وحذف الواو من نحو [يمحُ اللهُ الباطلَ] و [ويَدْعُ الإنسانُ] ، وحذف الياء من يسري في قوله تعالى [والَّيلِ إذا يَسْرِ] (الفجر ـ 4) ، وكتبوا [والذين سَعَوا في آياتـنا] التي في سورة الحج آية 51 بالألف بعد الواو وحذفوها من [والذين سَعَو في آياتـنا] التي في سورة سبأ آية 5 ! بل قد ترى زيادةَ بعض الأحرف أحياناً مثل [سَأُوْرِيكُمْ] (الأنبـياء ـ 37) و (الأعراف ـ 145) [وأولئك] [لكنّا هو اللهُ ربي] (الكهف ـ 38) [وجِاْىءَ يومئذ بجهنم] (الفجر ـ 23) بزيادة ألف في الأخيرتين ، ونحو [بأيـّيكم المفْتُون] (القلم ـ 6) [والسماءَ بَنَيناها بأَيـيدٍ] (الذاريات ـ 47) بزيادة ياء فيهما و [الله يـَبْدؤا الخلقَ] [وما كنت تـتلوا من قبله من كتاب] [بلقاءى ربهم] (الروم ـ 8) بجعل الهمزة تحت الألف المقصورة [ولا تَقُولَنَّ لِشَاىءٍ] (الكهف ـ 23) [لَأَاذْبَحَنَّهُ] (النمل ـ 21) ، وقد تلاحظ حرفاً بدل حرف مثل [يتوفيكم] و[الأقصا] و [الصلاة] و [الربو] و [والزكاة] و [ولَيَكُونًا مِنَ الصاغِرِين] (يوسف ـ 32) و [إنّ رَحْمَتَ اللهِ] (الأعراف ـ 56) و [لَدا البابِ] (يوسف ـ 25) ، ومرّةً كتبوا [قُرَّتُ عَينٍ لِي ولك] (القصص ـ 9) بالتاء الممدودة ، وفي سورة السجدة آية 17 كتبوها [مِنْ قُرَّة أَعْيُن] بالتاء المربوطة ، وقد تلاحظ فصْلَ ما لا ينبغي فصلُه مثل [مالِ هذا الكتابِ] (الكهف ـ 49) ، ومرّةً كتبوا [كي لا يكونَ دُولَةً] (الحشر ـ 7) بالفصل ومرّةً كتبوها [لكيلا تأسَوا] (الحديد ـ 23) بالوصل ...

أقول :إستفاضت الروايات بأنه (ص) كان يعرف القراءةَ والكتابة وقد كتبنا في هذا رسالةً طويلة تدلّ على هذا بوضوح ، نكتفي هنا بذكر أربع روايات في ذلك وذلك لإمكان الرجوع إلى الحاسوب لترى سائر الروايات فنقول :

1 ـ روى الشيخ الصدوق في العلل قال : حدثـنا محمد بن الحسن (بن أحمد بن الوليد) رضي الله عنهقال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقي عن محمد بن أبـي عمير عن هشام بن سالم (ثقة ثقة له أصل) عن أبي عبد الله (ع) قال : كان النبيُّ (ص) يقرأ الكـتابَ ولا يكـتبُ [731]) صحيحة من الصحيح الأعلائي ، أي كلّهم إماميّون ثقات فقهاء ممدوحون ، ولا محلّ للتشكيك في صحّة هذه الرواية وصدورها ، وهي صريحةٌ في كلامنا ، أي أنه كان يقرأ ولكنه لا يكتب فعلاً ، إبعاداً لتهمة تأليفه للقرآن الكريم . واعلم أنّ علمه بالقراءةِ تساوقُ معرفتَه بالكتابة لأنه متى ما عرف الحروف وميّزها يعرف أن يكتبها ، وبتعبـيرٍ آخر : إذا كان يميّز بين الراء والزاي مثلاً فإنه لا محالة يعرف أن يكتبهما . ولذلك قلنا ـ بناءً على هذه الرواية ـ بأنه كان يعرف القراءة والكتابة ، ولكنه لم يكن يكتب فعلاً .

2 ـ وقال الشيخ الصدوق أيضاً في كتابه (علل الشرائع) : أبي رضي الله عنهقال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن الحسن بن زياد الصَّيْقَل (هو نفس العطّار الضبّي[731] الثقة له كتاب) قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : كان مما مَنَّ اللهُ عزَّ وجلَّ به على نبـيّه (ص) اَنه كان اُمِّيّاً لا يكتب ، ويقرأ الكتابَ مصحّحة السند ، ومعناها نفسُ معنى الرواية السابقة ، إلاّ أنها فَسّرتِ الاُمّيّ بأنه لا يكتب أي فعلاً ، وإنما وصَفَه (ع) بأنه اُمِّيّ لأنه كان أيضاً لا يقرأ ظاهراً وعَلَناً فإنه يصدق عليه بنظر الناس بأنه اُمِّيٌّ ، ولكنّ الإمام (ع) ـ كيلا يوهِمَ لشيعته هذا الإحتمالَـ صرّح لشيعته بأنه كان يقرأ ، وأنت تعرف ـ كما قلنا قبل قليل ـ بأنّ مَن يعرفُ القراءةَ يعرفُ الكتابة حتماً .

ـ وقال أيضاً : أبي رحمه الله قال : حدثـنا سعد بن عبد الله قال : حدثني معاوية بن حكيم عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله (ع) قال : كان ممّا مَنَّ اللهُ عزَّ وجلَّ على رسول الله (ص) اَنّه كان يقرأ ولا يكتب ، فلما توجَّهَ أبو سفيان إلى اُحُدٍ كَتَبَ العباسُ إلى النبيّ (ص) فجاءه الكتاب وهو في بعض حيطان المدينة فقرأه ولم يخبر أصحابَه وأمرهم اَن يدخلوا المدينة فلمّا دَخَلوا المدينةَ أخبرهم مرسلة السند ، لكن المرسِلَ هو البزنطي الفقيه الذي هو أحد الأجلاّء الثلاثة الذين يقول عنهم الشيخ الطوسي إنهم عُرِفوا بأنهم لا يَروون ولا يُرسِلون إلاّ عمّن يوثق به ، وهو من أصحاب الإجماع الذين قال عنهم الكشّي في كتابه بأنهم قد أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم ، وكان من أفقه فقهاء عصره بحيث يـبعد جداً أن يروي هكذا رواية ـ بلا معارضٍ ـ لا يعلم بصدورها ، على أنّي أظنّ قوياً أنّ هذه الرواية هي نفس الرواية السابقة .

3 ـ و روى محمدُ بنُ الحسن الصفّار في كتابه بصائر الدرجات[731] قال : حدثنا الحسن بن علي (الزيتوني الأشعري مجهول الوثاقة) عن أحمد بن هلال (صالح الرواية يُعرَف منها ويُنكَر روى أكثرَ أصول أصحابنا) عن خلف بن حمّاد (بن ناشر ـ أو ابن ياسر ـ ثقة) عن عبد الرحمن بن الحجاج (ثقة ثبتٌ وجه له كتب كان وكيل الإمام الصادق) قال قال أبو عبد الله (ع) : اِن النبيّ (ص) كان يقرأ ويكتب ويقرأ ما لم يكتب مظنونة الصدور .

4 ـ وقال : حدثنا أحمد بن محمد (بن عيسى ـ علل الشرائع) عن أبـي عبد الله (محمد بن خالد) البرقي عن جعفر بن محمد (بن عبد ـ عبـيد ـ الله العلوي الصوفي) قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا (ع) وقلت له : يا ابن رسول الله ، لِمَ سُمِّيَ النبيُّ الأمِّيَّ ؟ قال : ما يقول الناس ؟ قال قلت له : جُعِلتُ فداك ، يَزعُمون أنما سُمّيَ النبيُّ الأُمّيَّ ّلأنه لم يكتب ! فقال : كَذَبوا ، عليهِم لعنةُ الله ، اَنَّى يكونُ ذلك واللهُ تبارك وتعالى يقولُ في محكم كتابه هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِوَيُزَكِّيهِمْوَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَوَالْحِكْمَةَوَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبـينٍ(2)] [731]، فكيف كان يعلِّمُهم ما لا يُحسِنُ ؟! واللهِ ، لقد كان رسول الله (ص) يقرأ ويكتب بإثنين وسبعين أو بثلاثة وسبعين لساناً ، وإنما سُمِّيََ الأُمِّيَّ لأنه كان مِن أهل مكة ، ومكةُ مِن أمهات القرى ، وذلك قول الله تعالى في كتابه [وَلِتـنذِرَ أُمَّ القُرَىوَمَنْ حَوْلَهَا] [731]، ورواها الصدوق بعينها في علل الشرائع قال : أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى ... وفي وثاقة جعفر بن محمد بن عبد (عبـيد ـ خ) الله العلوي الصوفي نظرٌ ، والمظنونُ وثاقته .

ما أريد أن أقوله هو أنه بما أنّ رسول الله كان يعرف القراءةَ والكتابةَ وهو الذي كان يملي على كتّاب الوحي القرآنَ الكريم فهو إذن كان المشرفَ على كتابته وإملائه ، ولعلّ بعض الكتابات المذكورة كان سبـبُها التلفّظَ بكيفية معيّنة فكتبها (ص) كما تلفظ كما في [بَصْطَة] و [بمُصَيْطِر] فكتبها بالصاد ، ولعلّهم هكذا كانوا يكتبون في المدينة المنوّرة ، ولذلك فنحن نعتقد بأنّ كتابة القرآن الكريم بهذه الكيفيات المذكورة هي من أسرار الله في كتابة كتابه الكريم فإنّا نعلم أنّ كتابة القرآن الكريم كانت في زمان رسول الله والأئمّة عليهم الصلاة والسلام وأنّ كتاب الله هو برعاية الله سبحانه وتعالى فيجب أن تكون هذه الكتابات تحت رعاية المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين .

المهم هو أنّ هذه الكلمات ونحوها رغم أنه ليس فيها غيرُ قراءةٍ واحدةٍ وهي التي نقرؤها اليوم فقد جاء رسمُها كما رأيتَ ، ثم نحن لا نشكّ أنّ القراءةَ هي الأصل وأنّ الرسم تَبَعٌ لها ، وأعود وأكرّر أني غيرُ متخصّص في إملاء القرآن الكريم ولا أعرف أسرار الإملاءات القرآنية وأسبابَها غير أنّا نعلم أنّ رسول الله (ص) كان المشْرِفَ على إملائه فهي إذن صحيحة بلا شكّ .

 

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 715
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست