responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 669

 

والرابع : يحكم العقل بوجوب دفع الضرر المحتمل .

* * * * *

أمّا الإعتراض الأوّل

فقد يُقال بوجود أدلّة نقليّة تدِلّ على وجوب الإحتياط في موارد الجهل بالحكم الشرعي سواءً في الشبهات الحكمية أو في الشبهات الموضوعيّة وذلك بمجرّد احتمال الإلزام الشرعي رغم البحث في المجامع الروائية وعدم وجدانك أدلّةً إلزامية على المسألة .

نعم هناك موردان واضحان وهما :

ـ الجاهل القاصر ، فإنه بريءُ الذمّة قطعاً ، وذلك لأنه معتقدٌ بعدم التكليف ولذلك هو غيرُ قابل لتوجيه الإحتياط له ، لأنه غير ملتـفت أصلاً لاحتمال وجود إلزام في المسألة .

ـ الجاهل المحتمِلُ للتكليف وقبل الفحص في الأدلّة الشرعية ، فهو غيرُ بريء الذمّة قطعاً ، خاصةً مع علمه الإجمالي بوجود بعض التكاليف الإلزامية ضِمن محتملاته . هكذا إنسان لو قلنا هو أيضاً بريءُ الذمّة لجهلِهِ بالحكم الإلزامي لتَرَك الناسُ تعلّمَ الشريعةِ الإسلامية ولتَرَكُوا الفحصَ في الأدلّة الشرعيّة ، ولاَجْرَوا في كلّ المحتملاتِ الأصولَ المؤمِّنة ، وبعد سنين تـنسَى كلّ الشريعة الإلهية بين الناس ، وهذا واضحُ القبحِ والفساد ، ولهذا السبب وغيرِه أوجَبَ جميعُ العلماء قاطبةً الإحتياطَ في هكذا حالة .

 

*الأدلّةُ النقليّة على وجوب الإحتياط

إستدلّ المحَدِّثون على وجوب الإحتياط بالكتاب والسنّة ،

*أمّا من الكـتاب الكريم فقد استدلّوا بثلاث طوائف من الآيات :

الاُولى : الآيات الناهية عن القول بغير علم ، كقوله تعالى [وَلاَتَـقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ] [684] وقوله جلّ وعلا [وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ] [685] وكقوله [وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَناًّ ، إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الحَقِّ شَيْئاً] [686] .


([684]) قال الله تعالى [وَأَوْفُوا الكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْوَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ المُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌوَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (35)وَلا تَـقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ، إِنَّ السَّمْعَوَالْبَصَرَوَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (36) وَلاَتَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً ، إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَوَلَن تَبْلُغَ الجِبَالَ طُولاً (37)] (سورة الإسراء) .

[685] قال الله[يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيـباًوَلاَتـتبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبـين (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِوَالْفَحْشَاءِوَأَن تَـقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ(169) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نـتبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ! أَوَ لَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاًوَلاَيَهْتَدُونَ ؟!! (170)] (سورة البقرة) .

[686] قال الله تعالى [قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الحَقِّ ، قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ، أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ؟! (35) وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَناًّ ، إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الحَقِّ شَيْئاً ، إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36) وَمَا كَانَ هَذَا القُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللهِ ، وَلَكِن تَصْدِيقَ الذي بين يَدَيْهِوَتـفصِيلَ الكِتَابِ لا رَيبَ فيه مِن رَّبِّ العَالَمِينَ (37)] (سورة يونس) .

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 669
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست