اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب الجزء : 1 صفحة : 662
عن العِباد ، فهو موضوعٌ عنهم [678] إنّ الله احتجَّ على
الناس بما آتاهم وعَرَّفَهُم [679] وكلّها واضحةٌ فيما
نقول .
* * * * *
لا يزال الكلامُ في الإستدلال
على البراءةِ الشرعيّة ، وقد انـتهى الكلامُ في الإستدلال على البراءة الشرعية من
خلال القرآن الكريم ومن خلال الروايات الشريفة ، والآن يقعُ الكلامُ في :
الدليل على قاعدة البراءة
الشرعية من خلال استصحاب عدم التكليف
يقع الكلام هنا في ثلاث مراحل :
الأولى على صعيد مرحلة الجعل[680]، والثانية على صعيد
مرحلة الفعلية والمجعول ، والثالثة على صعيد مرحلة التـنجيز .
أمّا على صعيد مرحلة الجعل فنحن
نستصحبُ عدمَ الجعل ، لكنْ رغم ذلك لا يُستغنَى عن إجراء البراءة .
وقد تقول بعدم صحّة جريان
الإستصحاب في الأحكام الكلّيّة ـ والذي هو عبارة عن استصحاب العدم الأزلي ـ وذلك
لأنّ الموضوعات الكليّة كلَّها أخَذَتْ أحكامَها المناسبةَ في عهد رسول الله (ص) بل منذ
[678]
ئل 18 ب 12 من أبواب صفات القاضي ح 28 ص 119 .
[679]
جامع أحاديث الشيعة ج 1 ب 8 من أبواب المقدمات رقم الحديث بلحاظ كلّ الكتاب 610 وبلحاظ
نفس الباب رقمه 12 ص327 .
[680]
لا شكّ أنك تعرف أنّ الحكم الشرعي قبل نزوله على قلب رسول الله (ص) يكون تصوُّراً
للحكم الشرعي واعتباراً عِلمياً محضاً ويطلَقُ عليه (اعتبار) أو تصوُّر ، فإذا نزل
على قلب رسول الله (ص) أُطلِق عليه (جَعْلٌ شرعي) أو (حكم شرعي) ، فإنه لا
معنى لئن يكونَ حُكماً شرعياً أو قُلْ تكليفاً شرعياً وهو لا يزال في مرحلة علم
الباري تعالى ولم يَنْزِل بعدُ ، ثم إذا زالت الشمسُ وكان الإنسان عاقلاً بالغاً
فقد صار الحكمُ الشرعي عليه فِعلياً ، ومرتبةُ الفِعلية ليست شرعيةً وإنما هي
عقلية ، فإذا عَلِم الإنسانُ بـبلوغِه وبالزوال صار الحكمُ الفعلي عليه منجَّزاً ،
ومرتبةُ التـنجيزِ هي أيضاً مرتبةٌ عقلية لا شرعية ، يعني أنّ المولى تعالى يقول
فقط : "إذا كان الإنسان بالغاً عاقلاً وقد زالت عليه الشمسُ فقد صارت الصلاةُ
عليه واجبة" هذا هو الجعل الشرعي ، أي الحكم الشرعي ، فإذا زالت الشمسُ لا
يعود المولى تعالى يقول له مرّةً ثانية : "صار الوجوب عليك فعلياً" لأنّ
هذا القول الثاني هو لَغْوٌ محضٌ ، ثم إذا علم المكلّفُ بالزوال لا يقول له المولى
مرّة ثالثة : "صار الوجوب الفعليُّ عليك منجَّزاً" لأنه أيضاً لَغْوٌ
محضٌ .
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب الجزء : 1 صفحة : 662