responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 577

 

البـيان ، واستدلّ بعضهم على جواز القراءة بإحدى القراآت السبعة باتـفاق المسلمين على جواز القراءة بإحداها ، رغم استبعادنا تواترَ هذه القراآت عن النبي (ص) أو تواترَ جوازِ القراءة بها عنه (ص) !!..

وقبل أن نـنظر في أدلّة جواز القراءات يجب أن نذكّر بأنّ كلامنا إنما هو في التغاير البنيوي في الكلمات لا في الإمالة ونحوها ممّا يدخل في اللهجات .

فنحن ـ إذَنْ ـ سنـتكلّم في مثل [مالك] و(ملك) و[فتبـينوا] و(فتـثَـبّتوا) و[عليهِمْ] و(عليهُمْ) و(عليهِمُ) ، لا في مثل [طه] و[لتشقَى] التي يصحّ قراءتها كما نقرؤها في بلادنا و[طه] و[لتشقَى] اللتان يقرؤهما بعضُهم بين المفتوحة والمكسورة كما تقول (ماء) ، فإنّ الإمالة في هاء [طه] وفي ألف [تشقَى] تدخل في اللهجات ولا كلام فيها بين أحد من الناس ، كما لا إشكال في قراءة [الصراط] بالسين والصاد ، وذلك لأنها مكسورة ، فلا مشكلة في البين عند كلّ العرب ، ومثلُها [بَسْطَةً] بالسين والصاد .

إذن يجب أن نـنظر بدقّة في كلّ الروايات التي لها اعتبار سندي لنـنظر هل يُفهم منها جوازُ القراآت السبعة أو العشرة ـ كما يدّعون ـ أم يُفهم منها عدمُ الجواز ، ثم نـنظر في دعوى الإجماع والتواتر فأقول :

روى في الكافي ج 2 ص 630 ما يلي :

1 ـ علي بن إبراهيم عن أبـيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أ ُ ذَينة[585] عن الفضيل بن يسار (من أصحاب الإجماع) قال قلت لأبي عبد الله (ع) : إن الناس يقولون : إن القرآن نزل على سبعة أحرف ؟ فقال : كذبوا أعداءُ الله ، ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد صحيحة السند ، ورواها البرقي وغيره عن حمّاد بن عيسى عن جابر بن عبد الله[586] قال قيل لأبي عبد الله (ع) : إنّ الناس يقولون ...

2 ـ محمد بن يحيى (العطّار) عن محمد بن الحسين (بن أبي الخطّاب) عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سالم بن سلمة قال : قرأ رجلٌ على أبي عبد الله (ع) ـ وأنا أستمع ـ حروفاً من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس ! فقال أبو عبد الله (ع) : كُفَّ عن هذه القراءة ، اِِقرأْ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم ، فإذا قام القائم (عج) قرأ كتابَ الله على حَدِّه ، وأخرج المصحف الذي كتبه عليّ (ع) ، وهكذا نقلها عنه السيد نعمة الله الجزائري في كتابه (نور البراهين) .


[585] إسمه (محمد بن عمر بن اُذينة) ولكنه غلب عليه إسم أبـيه ، ثقة .

[586] جابر هذا ليس ابن عبد الله الأنصاري ، ذلك لأنّ جابر بن عبد الله الأنصاري كان من أصحاب رسول الله (ص) وبقي حيّاً إلى زمن الإمام الباقر (ع) وتوفّي سنة 78 هـ كما نصّ على هذا الشيخ الطوسي في رجاله ، فكيف يروي عن الإمام الصادق (ع) (83 ـ 148 هـ) ؟! ولا شكّ في أنه جابر العبدي ، وهو مجهول .

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 577
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست