اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب الجزء : 1 صفحة : 542
على خطأ" أو
"على ضلالة" ، وليس معناها "لا يجتمع الفقهاء على خطأ"
والفرقُ بـينهما واضح ، فإنّ الفقهاء بعضُ الاُمّة وليسوا كلّ الاُمّة ، ولكن ما
يدرينا بدخول الإمام المعصوم في المجمعين ؟! ولذلك نقول بأنّ هذه الرواية لا
تفيدنا حجيّة الإجماع .
تـنزّلنا وقلنا نسحب
المعصومين (ع)
من المجمِعين وقلنا بأنّ المقصود من الأمة هم خصوص الفقهاء والعوام ، لكنْ إذا
علمنا أنّ كلّ الاُمّة ـ فقهاءهم وعوامّهم ـ أجمعت على أمْرٍ فإنـنا سنعلم أنه
بديهيّ في الإسلام بلا شكّ ولا ريب ـ كوجوب الصلاة وحرمة شرب الخمر ـ وبالتالي لن
يكون محلَّ شكّ بين الفقهاء ، وليس محلّ كلامنا في الإجماع البديهي التسالمي ،
ولذلك لن يكون الإجماع المبحوث فيه ـ الذي فيه نحو شكّ ـ حجّة من خلال هذه الرواية
.
3 ـ قد يجتمع الفقهاء
على حكمٍ ومع ذلك لا يكشف إجماعُهم عن الحكم الواقعي ، بل قد يخالف إجماعُهم
الواقعَ ويقعون في الخطأ ، ومع ذلك هم لم يجتمعوا على ضلالة ، وذلك كما لو أفتى
فقهاؤنا بناءً على بعض أمارات ـ كما في مسألة جواز الصلاة في عرق الجنب من الحرام
ومسألة عمر يأس المرأة ـ أو بناءً على أصل عملي ـ لعدم إيجادهم لدليل محرز على ذلك
ـ وخالفوا الواقعَ ـ طبعاً عن غير قصد ـ ورغم ذلك لا يُعتبَرُون ـ شرعاً وعقلاً ـ
ضالّين ، لأنهم اتّبعوا الأماراتِ أو الاُصولَ العمليةَ الشرعية ، والظاهر قوياً
أنّ الرواية ليست ناظرةً إلى مخالفة الواقع وإنما نظرُها إلى مخالفة الوظيفة
العملية ، وبما أنّ علماءنا لا يخالفون وظيفتهم العمليّة عادةً فليس إذن النظر في
الرواية إليهم ، وإنما هو إلى مَن كانوا على ضلالة كالعامّة . المقصود من قولنا
هذا هو عدم كون هذه الرواية بصدد إعطاء الحجيّة للإجماع عند الطائفة ، وإنما هي
بصدد إفادة أنّ الاُمّة الإسلامية لا تجتمع على ضلالة ، فلا يمكن للأمة أن تجتمع
على أبي بكر أو عمر ، ولا يمكن أن تجتمع الأمة على تحليل شرب الخمر وعدم وجوب
الصلاة .
والنـتيجة
النهائية هي عدم وجود دليل على حجيّة الإجماع الذي هو بمعنى الإجماع الغير تسالمي
.
الكلام
حول حجيّة الإجماع المنقول
حتى الآن كان الكلام
حول حجيّة الإجماع المحصّل ، والآن نـتحدّث عن حجيّة الإجماع المنقول بواسطة الثقة
ـ وذلك للمفروغية عن عدم حجيّة نـقْلِ غيرِ معلوم الوثاقة ـ فنقول :
ينبغي البحث في
المقام في نقطتين :
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب الجزء : 1 صفحة : 542