responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 533

 

كصفات لا يَغْفَلون ، أو لا يَشْغَلُهُم شأنٌ عن شأن ، كما يفهم من الروايات .

وهناك مرتبة بديهية اليوم كعصمة الأنبـياء والأئمّة (ع) وكصحّة التوسّل بهم والإستشفاء بهم وأنهم أحياء يَشهدون مقامَنا ويَسمعون كلامَنا ويَردّون سلامنا ، كما في زيارة الإمام أمير المؤمنين (ع) "أشهد أنك تسمع كلامي وتشهد مقامي" وأنهم إذا شاؤوا عَلِموا الأمورَ الحُكمية والموضوعية ، وأنهم سيشفعون للمؤمنين الصالحين الخاطئين في الآخرة ، وأنهم مستجابوا الدعوات أكثر من غيرهم .

كما أنه ليس من الغُلُوّ في الأفعالتقبـيلُ أضرحتهم ، بل تقبـيل عتباتهم المقدّسة ، حبّاً بأصحاب هذه الأضرحة المباركة ، كما نـقبّل جِلدَ المصحف الشريف إحتراماً لما فيه . وقد ورد في هذا الكثيرُ من الآيات والروايات من قبـيل [إذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىوَجْهِ أبي يَأْتِ بَصِيراً،وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93) وَلَمَّا فَصَلَتِ العِيرُ قَالَ أَبُوَهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَن تُفَنِّدُونِ (94) ... قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبـي إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ (98)] فالآيةُ الأولى تفيد ـ بصراحة ـ أنّ قميص نبي الله يوسف كان مبارَكاً وكان قادراً على الشفاء ، طبعاً بإذن الله ، والآيةُ الثانية تفيد أنّ الإنسان قد يشعر من مسافات بعيدة برائحةِ شيءٍ ما ، وهو إدراك فوق العادة[543]، والآية الثالثة تفيد مشروعية التوسّل ، بدليل تقرير نبي الله يعقوب لطلب التوسّل لهم من الله ليغفر لهم ... وهي على أيّ حال آياتٌ كثيرة وروايات أكثر .

كلّ هذا لا مانع منه عقلاً ولا عقلائياً ، بل نحن نعتقد بما ذكرنا لوجود الأدلّة القطعية عليه ، وكلّ ما اختصهم الله تعالى به هو من اللطف الإلهي بهم ، ولا نعتقد أنّ فيهم صفاتٍ مختصّة بالله تعالى موجودة فيهم ، أصلاً وأبداً ، فنحن لا نرفعهم عن مقام البشرية والإمكان والعبوديّة ، وإنما نقول : يجب أن يكون من الممكن تلبّسُ الإنسان بما نصفهم به مهما ترفّعنا في وصفهم (ع) بأكمل الكمالات .

وهناك مرتبة لا شكّ في كونها عند المسملين جميعاً غلوّاً وكفراً ، وهي ما كانت خلاف الضرورة القطعية ، مثل الإعتقاد بأنهم خالقون على نحو الإستقلال أو رازقون بنحو الإستقلال ، أو أنّ الله تعالى فرغ من الأمر وسلّمه للأنبـياء أو الأئمّة وهم يفعلون ما يشاؤون من دون معرفتهم بقول ربّهم ، كلّ ذلك هو خلاف الضرورة الإسلامية إذا قلنا بأنّ هذه الصفات أو الأفعال بنحو الإستقلال .

* * * * *


[543] روي عن أبي عبد الله (ع) قال : وَجَدَ يعقوبُ رِيحَ يوسفَ حين فَصَلَتِ العِيرُ من مصر وهو بفلسطين ـ في الرملة ـ من مسيرة عشر ليال .

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 533
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست