responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 438

 

(المجمع عليه عند أصحابك) أو (الشاذّ الذي ليس بمشهور عند أصحابك) في قوله (ع) يُنظَرُ إلى ما كان مِن روايتهما عنّا في ذلك الذي حَكَما به المجمعَ عليه عند أصحابك فيُؤخَذُ به مِن حُكْمِنا ويُترَكُ الشاذُّ الذي ليس بمشهور عند أصحابك ، فإنّ المجمع عليه لا رَيبَ فيه .. ولو أنّ هذا غيرُ داخلٍ فيما نحن فيه فنقول :

يظهر من أقواله (ع) السالفة الذكر أنّ مراده هو إشتهارُ عمل الأصحاب بهذه الرواية لأسباب وجيهة ، فقد يكون أصحابُنا ـ كلّهم أو جلّهم ـ اختاروا هذه الرواية الأولى دون الثانية لاشتهارها كمّاً أي لكثرتها عدداً ، ويكفي كثرتُها المعنويّة ، أي لا يضرّ ـ إنْ كَثُرَ عددُها ـ أن تكون ألفاظها متغايرة ، طالما كانت كلّها تصبّ في معنى واحد ، كما في روايات إيمان سلمان الفارسي ، فبعضها تـتحدّث عن أنه في الدرجة العاشرة من الإيمان ـ أي أنه كان في درجة اليقين ـ ، وبعضها أنه مِنّا أهل البـيت ، وعن الإمام الباقر (ع) : "مَهْ ، لا تقولوا سلمان الفارسي ، ولكن قولوا : سلمان المحمدي ، ذاك رَجُلٌ مِنّا أهل البـيت" وعن منصور بن يونس (القرشي يقال له بزرج ثقة له كتاب لكنه كان واقفياً) قال قلت لأبي عبد الله الصادق (ع) : ما أكثرَ ما أسمعُ منك يا سيدي ذِكْرَ سلمان الفارسي ! فقال : "لا تَقُلْ الفارسي ، ولكنْ قُلْ سلمان المحمدي ، أتدري ما كثرةُ ذِكْري له ؟" قلت : لا ، قال : "لثلاث خلال : أحدها إيثارُه هوى أمير المؤمنين (ع) على هوى نفسه ، والثانية حُبّه للفقراء واختيارُه إياهم على أهل الثروة والعدد ، والثالثةُ حُبُّه للعلم والعلماء . إن سلمان كان عبداً صالحاً حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين" وبعضها أنه كان مع أمير المؤمنين ومن حواريـيه بعد وفاة رسول الله (ص) ، وبعضها تقول إنه كلّم الموتى ، وقال الصادق صلوات الله عليه "لو عَلِمَ أبو ذر ما في قلب سلمان لقال : رحم اللهُ قاتِلَ سلمان" وقال سيد العابدين وزَينُهم (ع) : "لو عَلِمَ أبو ذر ما في قلب سلمان لقَتَلَهُ" وفي رواية " لكَفَّرَهُ " ولقد آخَى رسولُ الله (ص) بين أبي ذرّ وسلمان ...

وقد يكون أصحابنا اختاروا الرواية الأولى لكون مضمونها قريـباً بذاته ومقبولاً عند الأصحاب وليس غريـباً وشاذّاً ، ولذلك اختاروها وعملوا بها وأفتَوا بها واشتهر العمل بها ، فإنّ الأصحاب لا يُجمِعون على اختيار رواية دون اُخرى إلاّ ويكون عندهم أسبابٌ لهذا الإختيار ، أو قُلْ إنّ إفتاءهم على أساس رواية محدّدة دون غيرها كاشف ودليل على صحّتها ، فإذا اتّصفت الرواية بهذه الشروط فح يجب قطعاً العملُ على أساسها .

المهم هو أنّ الشهرة الروائيّة ليست حجّة بنحو الإطلاق ، إلاّ إذا أورثتِ الإطمئـنانَ . وبتعبـيرٍ آخر : لا

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 438
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست