responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 146

الـمـفـاهـيـم

التعريف الإجمالي للمفهوم

المفهوم هو مدلول التـزامي سلبـي يُفهم من المدلول المطابقي الذي يفيد أنّ موضوع الحكم في الجملة هو الطبـيعي، ولذلك يصحّ أن تُعَرِّفَ المفهومَ بأنه المدلول السلبي الذي يُفهمُ عند انـتفاء سنخ الحكم.

وقولُنا (سَلْبي) يُخرِجُ مفهومَ الأولويّة ، إذ أنّ مفهوم الأولويّة هو مفهوم إيجابي ، فقولُ اللهِ تعالى [فَلاَ تـقل لَّهُمَا أُفٍّ][114]يُفهَمُ منه ـ بالأولويّة ـ حُرمةُ أن يقول لهما أكثرَ مِن [ أُفّ ] ، مفهومُ الأولويّة هذا يُطلَقُ عليه أيضاً مفهومُ الموافقة وفحوى الخطاب ، ولا يصحّ جعْلُه من المنطوق ، لأنّ مفهوم الأولويّة ليس ظاهراً في منطوق الكلام ، وإنما هو مدلولٌ إلتـزامِيّ للكلام .

 

الضابط الدقيق للمفهوم

شرط المـفهوم أن نـَفهم توقّفَ طبـيعيّ الحكمِ على الموضوع بنحو الإنحصار .

توضيح ذلك : إذا وَرَدَ "لا يجب على الجاريةِ الصلاةُ إلاّ إذا حاضت" ، فمدلولُها المطابقي هو "لا يجب على الجاريةِ الصلاةُ أصلاً وبأيّ شكلّ ولأيّ سبب وبأيّ ملاك ، إلاّ إذا حاضت" ، إذَنْ الحُكمُ هنا هو طبـيعي الحكم ، وثانياً : هي تـقـيِّدُ ـ كما رأيتَ ـ الوجوبَ بالحيض ، لا غير ، إذن هي تـفيد انحصارَ طبـيعي وجوب الصلاة عليها بطمْثِها ، بسبب هذين السبـبين سوف يكونُ لهذه الجملةِ مفهومٌ ، أي أنك إن أردت أن تعرف هل أنّ للجملة الفلانيّة مفهوماً أم لا ، فإنك يجب عليك أن تـنظر إلى مدلولها المطابقي أوّلاً ، فإن وجدتَ أنّ الحكم فيها هو الطبـيعي ، وكانت علّة الحكم منحصرةً فإنه يكون لها مفهوم .

وأمّا لو ورد "أكرِمِ العلماءَ العدولَ" مثلاً ، فهنا الموضوع ـ وهو العلماء العدول ـ خاصّ ، وبالتالي حكمُه خاصّ ، إذن فلا مانع ـ مع وجود هكذا جملة وصفيّةٍ ـ أن يَرِدَ "أكرمِ العلماءَ حتى الفسّاق منهم لكنْ إن كانوا هاشميـين" ، أي أنه لا مانعَ مِن ورود رواية اُخرى توجب إكرام العلماء الفسّاق بملاك آخر كالهاشميّة مثلاً ، ولذلك قال العلماء إنه لا مفهوم للجملة الوصفيّة ، وذلك لأنها لا تـنفي


[114] قال الله تعالى [ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُوَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ، إِمَّا يـبلُغَنَّعِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا ، فَلاَ تـقل لَّهُمَا أُفٍّ ، وَلاَتـنهَرْهُمَا ،وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23)] سورة الإسراء .

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 146
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست