responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 143

إذن فيجب أن نصحّح الصلاةَ ، كما صحّحنا صلاةَ مَن كان يصلّي وهو ينظر إلى امرأة أجنبـية بشهوة .

وسوف نـناقش في ذلك ، ويكفينا هنا أن نُبْطِلَ الصلاةَ في المكان المغصوب بكلمة واحدة وهي أنّ العبادة يجب أن تكون محبوبةً للمعبود ومقرّبةً له ، لأنّ قَوام العبادة بمحبوبـيتها ومقرّبـيتها ، وهكذا فردٌ لا يكون محبوباً ولا مقرّباً للمولى تعالى .

*****

العموم والخصوص

تعريف العموم

لا شكّ أنك تعلم أنّ المراد من العموم هو التكثّر والشمول المفهومان من حاقّ اللفظ ، بخلاف الإطلاق الذي فهِمْنا منه التكثّرَ والشمول من التحليل العقلي للطبـيعة والتأمّلِ فيها وفي مرحلتَي الفعليّة والتـنجّز . فمثلاً : قولُ المتكلّم "أكرم جميعَ العلماء" أو "أكرم كلّ عالم" أو "أكرمِ العلماءَ" مغايرٌ لقوله "أكرم العالِمَ" ، فـ "جميعُ العلماء" تفيدُ التكثّرَ من حاقّ اللفظ ، أي أنّ المتكلّم في مرحلة التصوّر وقبل إصدار الكلمة تصوّرَ التكثّرَ أوّلاً ثم استعمل اللفظةَ المناسبة التي تفيد معنى التكثّّر فقال "جميع العلماء" ، و"العالِمُ" تفيد الشمولَ والتكثّر لكنْ بتحليل الطبـيعة والتأمّل فيها ...

ومن الواضح أنّ الدالّ على العموم هو كلمات (جميع) و (كلّ) و (سائر) ونحوها ، أو هيأة الجمع . وكلمات (جميع) و (كلّ) ونحوهما هي أسماء ، لذلك فهي تفيد الجمع بما هو مفهوم إسمي ، وأمّا كلمة (العلماء) ـ مثلاً ـ فهي تفيد الجمع لكنْ بالمعنى الحرفي ، لأنّ الجمع ناتج هنا من هيأة (الفُعَلاء) . ولا فائدة من النظر إلى هذه النقطة ، وإن كنّا سنـنظر فيها بعد قليل ـ لكنْ بإختصار ـ من باب متابعتهم في النقاط المبحوثة في هذا العلم .

* ثم إنّ العموم ينقسم إلى الإستغراقي والبدلي والمجموعي ، فالإستغراقي هو من قبـيل (العلماء) ، والبدلي من قبـيل (أي عالم) ـ كما في قول الآمِرِ "أكرِمْ أيَّ عالِمٍ" ـ حيث لوحظ العمومُ البدلي في مرحلة التصوّر أي عند إرادة التـقنين ، والعموم المجموعي من قبـيل (كل الصفّ وكلّ الجيش وكلّ الكتيـبة وكلّ الكتاب) التي يلاحَظُ فيها الكلّ في مرحلة التصوّر والتـقنين لكنْ مِن حيث هم مجموعة واحدة وقطعة واحدة ، بحيث لو لم يُكرم أحدَ أفرادِ الجيش لم يكن قد امتـثل أصلاً حتى ولو أكرمهم

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست