اسم الکتاب : لمحات الأصول المؤلف : بروجردى، حسين الجزء : 1 صفحة : 441
يميل إلى العالم السفليّ، و يتوجّه إلى الشهوات النفسانيّة، و اللَّه تعالى جعل فيه قوّة العقل و التمييز، و أيّده بالعقول الكاملة الخارجيّة؛ من الأنبياء و المرسلين، و الأولياء و العلماء الكاملين.
فهو دائماً يكون بين الميول المختلفة العلويّة و السفليّة، و له قوّة العقل و التمييز بين الحسن و القبح، فإن رجح- بحسب ميوله العلويّة، و تأييد العقل الداخليّ و الخارجيّ- جانب العلوّ، و رأى خيره فيه و اصطفاه و اختاره، يشتاق إليه و يريده، و يفعل ما يناسبه.
و إن رأى خيره في العاجل، و غلبته الشهوات و الميول النفسانيّة، و اختار الخير العاجل- و إن كان قليلًا فانياً- على الآجل و إن كان كثيراً باقياً، يشتاق إليه و يريده و يفعل على منواله، فمناط استحقاق العقاب إنّما هو هذا الاختيار، الذي يكون بقوّة العقل و التمييز، مع تماميّة الحجّة من اللَّه تعالى عليه.
و يؤيّد ما ذكرناه: ما ورد في الروايات من أنّ في قلب كلّ إنسانٍ نكتتين؛ بيضاء و سوداء، فإذا أطاع تزداد النكتة البيضاء حتّى تحيط بالقلب، و إذا عصى تزداد النكتة السوداء كذلك [1].
و ما ورد: من أنّ للقلب اذنين ينفث فيهما الملك و الشيطان [2].
و ما ورد في كيفيّة خلق الإنسان من أخذ طينته من السماوات السبع و الأرضين السبع [3] ... إلى غير ذلك ممّا يظهر للمتتبّع [4].