اسم الکتاب : بدائع الدرر في قاعدة نفي الضرر المؤلف : الخميني، السيد روح الله الجزء : 1 صفحة : 81
في كلام بعض الأعاظم و نقده
ثمّ إنّ بعض أعاظم العصر- رحمه اللَّه- قد أتعب نفسه الشريفة، و أطال البحث حول كلام الشيخ و حديث نفي الضرر، و زعم أنّ ما ذكره موافق لكلامه- قدّس سرّه- و ادّعى أنّ قوله:
(لا ضرَرَ و لا ضِرار)
- بناء على تحقيقاته- محمول على الحقيقة[187] و بعد اللَّتيّا و التي لم يأتِ بشيء، و لو بنينا على التعرّض لتمام كلامه و نقده لانْجرّ إلى التطويل المُملّ بلا طائل فيه، و لهذا لم نتعرّض إلّا للُبِّ كلامه و مرمى هدفه، و هو أنّ (لا ضرر) محمولٌ على نفي الأحكام الضرريّة، و لا يلزم منه مجاز أصلًا؛ لأنها بشراشر هويّتها[188] و تمام حقيقتها ممّا تنالها يد الجعل، فإنّ تشريعها عين تكوينها، و نفيها بسيطاً عين إعدامها، فنفي الأحكام الضرريّة نفي حقيقتها من صفحة التكوين، و أمّا متعلّقات الأحكام أو موضوعاتها فليس نفيها تحت جعل الشارع، بل هي أُمور تكوينيّة مع قطع النظر عن الجعل، فهي ممّا لا تنالها يد الجعل، فلا يكون نفيُها- نفياً بسيطاً- عينَ إعدامها، بل نفي تركيبيّ، و لا تصل النوبة فيما إذا دار الأمر بين الحمل على نفي الأحكام أو نفي الموضوعات إلى الثاني مع إمكان الأوّل.
ثمّ نسج على هذا المنوال و رتّب أموراً بعنوان المقدّمات ممّا لا دخْلَ لها فيما نحن بصدده، مع كون كثير منها مورداً للخَدْشة و المناقشة، فراجع كلامه.