responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 1  صفحة : 130

أسفر الصبح، حتى أرسل برقية الى علماء قم أيضاً، وكنا حينها في منزل السيد شريعتمداري، وكانت البرقية جيدة، غير أننا خشينا أن تكون مكيدة، الى أن انتفى ذلك الشعور بعد أن جرت أمس مفاوضات مطولة بين قم وطهران، ونشرت نتائجها في الصحف. وإن كانت مقدمة حديث رئيس الوزراء ناقصة.

عدم مشروعية القوانين المناهضة للقرآن‌

وفيما يتعلق بقانون البلدية ادعى‌ [1] بأنه تمت المصادقة عليه، في حين أنه لم يصوّب، وقد تم الاعترض عليه ايضاً .. كما أن مقايسة المجالس المحلية بقانون البلدية باعتبار أنها مشابهة، فهي غير مشابهة وهذا قياس باطل، ذلك أن شرط الرجولة والاسلام بنص القانون مدوّن هنا وهناك ومفروغ منه، فضلًا عن ذلك، اننا نناقشهم بناءً على قاعدة (ألزموهم بما ألزموا به انفسهم) [2]. وهذا لا يعني أننا نعتبر الدستور كاملًا وتاماً، فالعلماء إن تحدثوا بالقانون، فهو لأن المادة الثانية لمتمم الدستور جرّدت كل قانون يخالف القرآن عن صفته القانونية، وإلا ما لنا والقانون‌ [3]؟ نحن لنا قانون الاسلام، علماء الاسلام علماء في القرآن الكريم، علماء الاسلام علماء في الأحاديث النبوية، علماء في احاديث ائمة الاسلام- عليهم السلام. إننا نذعن بمنتهي التواضع لكل ما هوموافق للدين ولقوانين الاسلام، ونعارض كل ما يخالف الدين والقرآن، وإن كان دستوراً أواعرافاً أو موازين دولية.

النهاية السلمية للفتنة بفضل همة العلماء

لكن الموضوع انتهى بحمد الله، وقد تنبه السيد (اسد الله علم) الى ضرورة انهائه فأنهاه. ونحن بدورنا نثمن تلك النهاية التي حصلت بلا قتال اونزاع، ودون إراقة قطرة دم واحدة. فلم يُصفع احدّ في هذه القضية التي رافقها قيام شعبي عظيم، وتحركت فيها جميع العشائر، فكثيراً ما يقتل ناس، ويجرح حوالى الخمسين في قتال محلّي محدود لا يتعدى عدد المشاركين ألف نسمة، فكيف لم يحصل ذلك لدى قيام عشرين مليون، بل أن شخصاً واحداً لم يتعرض للأذى؟ ان الحكومة لا تعلم ما هوالسبب وراء ذلك، ليأتوا وينظروا الرسائل التي وصلتنا من الذين جاءوا وتحدثوا الينا، ماذا كتبوا وماذا قالوا، لقد جاءنا بعضهم بعيون باكية، وقالوا: (اصدروا اوامركم، اضمنوا لنا حقانية موتنا لنضمن الحياة الآخرة، ولتروا ماذا سيحدث). قلنا: إننا لسنا أهل هذا الكلام. ولو صدرت كلمة واحدة منا لتفجرت الاوضاع، ومن ذا الذي يطفي هذه النار؟ لماذا لا يريدون أن يصدّقوا؟ لماذا يسعون بمختلف الوسائل الى تحطيم هذا الظهير؟ ما لهم يصرّون بكل ما أوتوا من قوة على تدمير هذه القوة العظيمة الداعمة للاستقلال؟ يعلم الله انني آسف على ذلك!


[1] اسدالله علم، رئيس الوزراء.

[2] مضمون قاعدة فقهية تسمى بقاعدة (الالزام).

[3] يقصد سماحة بأننا لانقبل بقانون غيرقانون الاسلام. حتى بالنسبة للدستورفاننا نقبل بالمواد التي تتفق مع قانون الشرع.

اسم الکتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست