responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 1  صفحة : 129

خطوة الميرزا الكبير

كما أن علماء الاسلام وزعماؤه كانوا ينصحون الناس دوماً بحفظ الهدوء. ولسنا بعيدين عن عهد الميرزا الكبير المرحوم الحاج محمد حسن الشيرازي‌ [1]، الذي كان عقلًا مفكراً عظيماً، وكان يقيم في سامراء. فعلى الرغم من أنه كان يميل الى الهدوء والاصلاح، اضطر- برغم شيخوخته وسكناه في تلك المدينة الصغيرة وحيث لم يكن حوله اكثر من ثلاث مئة من طلبة العلوم الدينية- أن ينصح السلطان المستبد- حينما رأي الخطر يهدد الاسلام، ورأى أن الشاه الجائر- آنذاك- يريد أن يقضي على الاسلام بشركة أجنبية، ورسائله ما زالت محفوظة- لكن ذلك السلطان لم يصغ لنصحه، وواجه ذلك الفاضل والعالم الجليل بعبارت نابية غير مؤدبة، اضطرته أن يقول كلمته ليعيد للبلد استقلاله.

استقلال العراق مدين لفتوى الميرزا المجاهد

والمرحوم الميرزا محمد تقي الشيرازي‌ [2] أيضاً عندما رأى أن العراق عرضة للخطر- ولولاه لانتهى العراق- قال كلمته، ووقف الى جانب العرب، فأعاد الحق الى نصابه.

وكل البلدان الاسلامية مدينة لهؤلاء الصالحين، فإليهم يعود الفضل في حفظ استقلال البلدان الاسلامية لحد الآن، وهم الذين كانوا يحولون- بنصائحهم- دوماً دون تهوّر المتهورين، وفي الوقت ذاته كانوا اذا رأوا الاسلام يوماً عرضة للخطر، بذلوا كلّ ما في وسعهم لدرء ذلك الخطر. فإن تم لهم ذلك- بالكلام وبالمباحثات وارسال المبعوثين- فبها، وإلا نهضوا واتخذوا الاجراءات المناسبة.

لقد امتاز هؤلاء بأنهم، مع حرصهم على اتحاد جميع طوائف المسلمين، يتأملون في الامور بدقة وبعد نظر الى الحد الذي يطمئنون فيه تماماً الى عدم تعّرض استقلال البلاد للخطر .. يتأملون في امور قد تكون الحكومات ذاتها متورطة فيها دون أن تشعر. والشرع هنا هوالذي عيّن تكليفهم، فقيامهم ليس بالأمر الذي يأتون به من انفسهم، بل كان قياماً قرآنياً ودينياً.

لطف الله بالحكومة والشاه‌

في الليلة التي كان مزمعاً في غدها إقامة مراسم الدعاء في مسجد (السيد عزيز الله)- لتنبيه الحكومات- أطلعونا أن الحكومة تنوي المواجهة، وقد رأيت أن العلماء كان لهم رأي آخر في تلك الظروف، فاتخذت قراراً نهائياً- ضمن الابتهال الى الله- تعالى- ولم اطلع عليه أحداً، لكن الله كفى الحكومة والشاه والشعب وقوع المحذور. فإنني كنت قد اتخذت قراراً خطيراً لوصدرت اية اساءة لعلماء طهران- لا قدر الله- لكن الحكومة انتبهت بعد منتصف الليل أنه لا يمكنها مواجهة قوى الشعب، فأرسل رئيس الوزراء الى كبار علماء طهران، وطلب منهم التعهد باخماد الفتنة. وما إن‌


[1] الميرزامحمد حسن الشيرازي المعروف بالميرزالشيرازي الكبير (1230- 1312 ه-) المرجع الاعلى في عصره، وهو الذي اصدر الفتوى المعروفة ب- (تحريم التنباك).

[2] الميرزامحمد تقي الشيرازي المعروف بالميرزا الصغير والميرزا المجاهد (توفي سنة 1338 ه-). احد مراجع الشيعة العظام، ومن تلامذة الميرزا الشيرازي الكبير.

اسم الکتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست