responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المستند في شرح العروة الوثقى -ط موسسة احياء آثار المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم - الشيخ مرتضى البروجردي    الجزء : 19  صفحة : 296

..........
______________________________
السجدة الثانیة من الرکعة الثانیة بعد ما دخل فی القیام سهواً قبل أن یتشهّد فإنّه محکوم بالعود لتدارک التشهّد، و بعد ما عاد یعود محلّ الشک لا محالة.
و فیه أیضاً ما لا یخفی، فإنّه بالعود لا یتّصف الشک بعروضه فی المحل، إذ الشی‌ء لا ینقلب عمّا وقع علیه. و من الواضح أنّ هذا هو الشک السابق العارض قبل العود بعینه، و لیس شکّاً غیره، و المدار فی کون الشک قبل التجاوز أو بعده بحدوث الشک لا ببقائه. و علیه فبناءً علی کفایة الدخول فی مطلق الغیر فهذا من الشک العارض بعد التجاوز لا محالة و إن عاد إلی المحل.
فالصحیح أن یستدلّ له بما أشرنا إلیه سابقاً من أنّ التجاوز عن الشی‌ء مع فرض الشک فی أصل وجوده کما هو مورد هذه القاعدة ممّا لا یجتمعان، فهو بمعناه الحقیقی متعذِّر الصدق، و إنّما یتّجه فیما لو کان متعلّق الشک وصف الصحّة کما فی قاعدة الفراغ، لصدق المضی و التجاوز حینئذ عن نفس الشی‌ء حقیقة. و علیه فلا مناص من أن یراد به فی المقام التجاوز عن المحلّ بضرب من العنایة.
و من الواضح أنّ التجاوز و الخروج عن محلّ المشکوک فیه إنّما یتحقّق بالدخول فی الجزء المترتِّب علیه شرعاً الّذی له محلّ معیّن متأخِّر عنه، و إلّا فالغیر غیر المترتِّب لا محل له، فالدخول فیه لا یحقِّق الخروج عن محلّ المشکوک فیه، بل هو باق بعد سواء أتی بذلک الغیر أم لا، فتحقیقاً للخروج عن المحل لا بدّ من الاختصاص بالمترتِّب.
فتحصّل: أنّ الأظهر اعتبار الدخول فی الغیر المترتِّب، لهذا الوجه الّذی ذکرناه، لا للوجهین السابقین المزیّفین بما عرفت. فلا یکفی الدخول فی مطلق الغیر فی جریان قاعدة التجاوز. و علیه ففی المثالین المذکورین فی المتن لا بدّ من الرجوع و الإتیان بالسجدة بمقتضی أصالة عدم الإتیان بها، و بسجدتی السهو لذلک الغیر الزائد بناءً علی وجوبها لکلّ زیادة و نقیصة.
اسم الکتاب : المستند في شرح العروة الوثقى -ط موسسة احياء آثار المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم - الشيخ مرتضى البروجردي    الجزء : 19  صفحة : 296
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست