responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المستند في شرح العروة الوثقى -ط موسسة احياء آثار المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم - الشيخ مرتضى البروجردي    الجزء : 19  صفحة : 291

..........
______________________________
فلم یعلم أنّ ما تعلّق به الوجوب هل هو ذات الأقل أم المرتبط بالأکثر، و لیس فی البین ما هو المتیقّن من الأمرین کما عرفت.
و أمّا فی المقام فکلّ من الوضوء و الصلاة عمل مستقل غیر مرتبط أحدهما بالآخر، و لا ملازمة بینهما فی الصحّة و الفساد، فربما یصحّ الوضوء دون الصلاة کما هو ظاهر، و قد ینعکس کما لو توضّأ مرّة أُخری للتجدید أو اغتسل لمسّ المیت مثلًا بعد ذلک بناءً علی إغناء الغسل عن الوضوء فانّ شرط الصلاة هو جامع الطهارة، لا خصوص الوضوء الصادر منه الّذی هو طرف للعلم الإجمالی، فلیس بطلان الصلاة المعلوم بالتفصیل مرتبطاً بالوضوء کی یکون مردّداً بین الإطلاق و التقیید کما کان هو الشأن فی الوجوب المعلوم تعلّقه بالأقل المردّد بینهما.
إذن فلا تردّد و لا إهمال فی الحکم بالبطلان المعلوم تعلّقه بالصلاة فی المقام و إنّما التردّد فی منشئه و سببه، و أنّه لخلل فیها أو لنقص فی الوضوء، و من الواضح أنّ جهالة العلّة و التردّد فیها لا ینافی الجزم الوجدانی بنفس الحکم علی ما هو علیه من الحد، فانّا علی یقین تفصیلًا من بطلان الصلاة بالضرورة و إن لم یعلم مستند البطلان، کما أنّا علی شکّ من بطلان الوضوء وجداناً. فقد انحلّت القضیّة الشرطیة إلی قضیتین حملیتین إحداهما متیقّنة و الأُخری مشکوکة و لازمه حصول الانحلال بطبیعة الحال.
و علی الجملة: بعد فرض کون طرفی العلم فیما نحن فیه وجودین مستقلّین أحدهما أجنبی عن الآخر فلا معنی لأن یکون أحد الوجودین بالإضافة إلی الآخر بشرط شی‌ء و مقیّداً به، أو لا بشرط و مطلقاً عنه، و إنّما یتصوّر ذلک فی الوجود الواحد المردّد حدّه من حیث السعة و الضیق کما فی باب الأقل و الأکثر.
فالمقام أشبه شی‌ء بما إذا علمنا نجاسة شی‌ء تفصیلًا و شککنا فی منشئها و أنّها من أجل ملاقاته بنفسه للنجس، أو من أجل ملاقاته لشی‌ء آخر و قد
اسم الکتاب : المستند في شرح العروة الوثقى -ط موسسة احياء آثار المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم - الشيخ مرتضى البروجردي    الجزء : 19  صفحة : 291
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست