responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ارشاد الطالب الی تعلیق المکاسب المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد    الجزء : 1  صفحة : 366

..........
______________________________
تصرفاتهم فیها ما یکون موجبا لترک الناس الأراضی التی کانوا یستعملونها و الالتجاء الی مکاسب اخری بدلا عن الزراعة و توفیر الغذاء للناس، و فی ذلک فساد للبلاد و فقر لأهلها. و هذا نظیر ما وکله الغیر فی بیع ماله أو إجارته بعوض محدود فی ناحیة کثرته، و کان التحدید لغرض عقلائی، فباعه الوکیل أو آجره بأزید من ذلک العوض، فإنه یکون البیع أو الإجارة باعتبار عدم وکالته فیهما باطلة. و أما احتمال بطلانها بالإضافة إلی المقدار الزائد فضعیف، فان التبعیض فی المعاملة بحسب صحتها یختص بموارد انحلالها، کما إذا باع شیئین بصفقة واحدة، أو آجر العین مدة، فإن انحلال البیع بالإضافة الی کل منهما، و انحلال الإجارة بحسب أبعاض المدة صحیح.
و أما انحلالها بالإضافة الی بعض الثمن أو بعض الأجرة، بأن تتم المعاملة و یقع تمام المبیع بإزاء بعض الثمن أو تمام المدة بإزاء بعض الأجرة، فهذا لیس من انحلال المعاملة. و علی ذلک یبتنی الحکم ببطلان البیع الربوی و عدم اختصاص البطلان بالمقدار الزائد، کما إذا باع خمسة کیلوات من الحنطة بعشرة کیلوات من حنطة أخری، فإنه لا یمکن الحکم بصحة البیع بالإضافة إلی مبادلة خمسة کیلوات بخمسة، و بالبطلان بالإضافة إلی الخمسة الزائدة، فإن مبادلة الخمسة بالخمسة لم تنشأ حتی یعمها مثل قوله سبحانه أَحَلَّ اللّٰهُ الْبَیْعَ بل المنشأ مبادلة الخمسة بالعشرة، و هذه المبادلة إنما تنحل بالإضافة إلی مبادلة نصف الخمسة بنصف العشرة، و ربع الخمسة بربع العشرة و هکذا، بخلاف الربا فی باب القرض، فإنه لا یوجب بطلان عقد القرض، فان القرض و الاقتراض فی حقیقتهما تملیک المال و تملکه بالضمان، و معنی الضمان اشتغال الذمة بمثل ذلک المال فی المثلیات، و بقیمته فی القیمیات، فالزیادة تکون شرطا فیهما. و بما أن بطلان الشرط لا یوجب بطلان أصل العقد یصح القرض و الاقتراض و یبطل الشرط.
اسم الکتاب : ارشاد الطالب الی تعلیق المکاسب المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد    الجزء : 1  صفحة : 366
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست