اسم الکتاب : مستدرك الوسائل المؤلف : المحدّث النوري الجزء : 13 صفحة : 158
وتقدم إليهم فيه ، فمن خالف امرك فخذ يدك فوق يده بالعقوبة الموجعة ، إن
شاء أو أبى.
ذكر ما ينبغي للوالي أن ينظر فيه من أمور أهل الفقر والمسكنة :
ولا تضيعن أمور
الطائفة الأخرى من المساكين وذوي الحاجات ، وأن تجعل
لهم قسماً من مال الله ، يقسم فيهم مع الحقّ المفروض الذي جعل الله لهم في كتابه
من الصدقات ، وفرق ذلك في أعمالك ، فليس أهل موضع أحقّ به من أهل
موضع ، بل لأقصاهم من الحقّ ما لأدناهم ، وكلّ قد استرعيت أمره ، فلا
يشغلنك عن تعاهد أمورهم النظر في أمر غيرهم ، فإنّ لكلّ منك نصيباً لا تعذر
بتضييعه ، وتفقّد حاجات مساكين الناس وفقرائهم ، ممّن لا تصل إليك حاجته ،
وممّن تقتحمه العيون ، وتحقره الناس ، عن رفع حاجاته إليك ، وانصب لهم أوثق
من عندك في نفسك نصيحة ، وأعظمهم في الخير حسبة [٧٧] ، وأشدّهم لله
تواضعاً ، ممن لا يحقّر الضعفاء ، ولا يستشرف العظماء ، ومرهم فليرفعوا إليك
أمورهم ، ثم انظر فيها نظرا حسناً ، فإنّ هزيل الرعية أحوج إلى الانصاف
والتعاهد من ذوي السمانة ، وتعاهد أهل الزمانة والبلاء ، وأهل اليتم
والضعف ، وذوي الستر من أهل الفقر ، الذين لا ينصبون أنفسهم لمسألة
يعتمدون عليها ، فاجعل لهم من مال الله نصيباً ، تريد بذلك وجه الله والقربة
إليه ، فإنّ الأعمال إنّما تخلص بصدق النيات.
ذكر ما ينبغي أن يأخذ الوالي به نفسه من [٧٨] الأدب وحسن السيرة :
ولا بدّ وان
اجتهدت في اعطاء كلّ ذي حقّ حقّه ، أن تتطلع أنفس طوائف
منهم إلى مشافهتك بالحاجات ، وذلك على الولاة ثقل ومؤونة ، والحقّ ثقيل إلّا على
من خففه الله عليه ، ولذلك ثقل ثوابه في الميزان ، فاجعل لذوي الحاجات (من