اسم الکتاب : مستدرك الوسائل المؤلف : المحدّث النوري الجزء : 13 صفحة : 156
حقّ نفسه ، أضرّ به ذلك في شدّة ملكه ، أو في لذات بدنه ، أو في حسن ذكره
في
الناس ، وهل تجد أحداً ممن ساءت في الناس سيرته ، واشتدّت عليهم مؤونته ،
كان له بذلك من العز في ملكه ، مثل ما دخل عليه من النقص به في دنياه
وآخرته ، فلا تنظر إلى ما تجمع من الأموال ، ولكن انظر إلى ما تجمع من
الخيرات ، وتعمل من الحسنات ، فإنّ المحسن معان ، والله وليّ التوفيق ،
والهادي إلى الصواب.
ذكر ما ينبغي أن ينظر فيه من أُمور كتّابه :
انظر كتّابك ،
فاعرف حال كلّ امرئ منهم فيما يحتاج إليه منه ، فإنّ
للكتّاب منازل ، ولكلّ منزلة منها حقّ من الأدب لا يحتمله غيره ، فاجعل لولاية
عليا أمورك منهم رؤساء تتخيرهم لها ، على مبلغ كلّ امرئ منهم في احتمال ما
تولّيه ، وول كتابة خواص رسائلك ، التي تدخل بها في مكيدتك ومكنون سرّك ،
اجمعهم لوجوه صالح الأدب ، وأعونهم لك على أمر من جلائل الأمور ، وأجزلهم
فيها رأياً ، وأحسنهم فيها ديناً ، وأوثقهم فيها نصحاً ، وأطواهم [٦٩] عنك لمكنون
الاسرار ، ممن لا تبطره الكرامة ، ولا يزدهيه الألطاف ، ولا تنجم به دالّة يمتن بها
عليك في خلاء ، أو يلتمس إظهارها في ملاء ، واصدار ما ورد عليه من كتب
غيرك ، عن استعمال معرفة الصواب فيما يأخذ لك ويعطي منك ، ولا يضعف
عقدة عقدها لك ، ولا يعجز عن اطلاق عقدة عقدت عليك ، ولا يجهل في [٧٠]
ذلك معرفة نفسه ، ومبلغ قدره في الأمور ، فإنّه من جهل قدر نفسه كان بقدر
غيره أجهل ، وولّ ما دون ذلك من كتابة رسائلك وخراجك ودواوين جنودك ،
كتّاباً تجهد نفسك في اختيارهم ، فإنّها رؤوس أعمالك ، وأجمعها (لنفعك
ونفع) [٧١] رعيتك ، فلا يكوننّ اختيارك ولاتها [٧٢] على فراستك فيهم ، ولا على