responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 4  صفحة : 98

يقض بين اثنين حتّى مات.

و كان أعلم النّاس بالقضآء ذا فطنة و ذكاء، و معرفة و عقل و إصابة كما ذكره إبن خلّكان. و قال ابن عبد البرّ كما قد حكى عنه: و كان شريح شاعرا محسنا و هو أحد السّادات الّطلس الّذين لم يكن على وجوههم طاقة شعروهم أربعة: عبد اللّه بن الزّبير و قيس بن سعد بن عبادة و الأحنف بن قيس الّذى يضرب به المثل فى الحلم، و القاضى شريح المذكور. و قيل: انّه من الكواسج الأربعة و فيه مسامحة، لأنّ الكوسج فى الّلغة من كانت لحيته على الذّقن دون العارضين أو كان خفيفهما جدا، و كذلك فى العرف، و عليه قول بعض أهل الحكمة: ما طالت لحيته أحد إلّا تكوسج عقله، بمعنى رقّ و خفّ، و روى أنّ امير المؤمنين علىّ بن ابيطالب عليه السّلام دخل مع خصم ذمّى إلى القاضى شريح فقام له فقال هذا أوّل جورك؛ ثمّ اسند ظهره إلى الجدار و قال:

أما ان خصمى لو كان مسلما لجلست بجنبه.

و روى أيضا انّ عليّا قال اجمعوا إلىّ القرّاء فاجتمعوا فقال: أوشك أن أفارقكم فجعل يسائلهم: ما تقولون فى كذا؟ ما تقولون فى كذا؟ و شريح ساكت؛ ثمّ سأله؛ فلمّا فرغ منهم؛ قال: إذهب فأنت من أفضل النّاس؛ أو من أفضل العرب.

و أنت خبير بانّ من هذه الرّواية العاميّة تلوح آثار الوضع، لما أنّ الرّجل كان مرضيّا عندهم نظرا إلى كونه غير مطيع لأمر سيّدنا أمير المؤمنين عليه السّلام و مخالفته إيّاه فى مسائل كثيرة من الفقه، مذكورة فى كتب الفقهاء، و سلوكه مسالك شيخيه العادلين عن الطريقة الحقّة بلا خفاء، على كره من حضرة مولانا الأمير عليه السّلام فى الباطن.

و رضا منه فى الظّاهر، كما ورد فى مستفيض الخبر برواية أهل البيت عليهم السلام أنّه عليه السلام لمّا ولى الخلافة على الظّاهر أراد عزل ذلك الرّجل عن القضآء بغير الحقّ، فنادى النّاس و اعمراه استغاثة بشيخهم العدوى؛ عن حزونة هذا الأمر المرتضوى،

اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 4  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست