جمّ غفير، و قد كان أهل البحرين قد استعدّوا بالأسلحة للحرب، فساعدهم العسكر المذكور فوقع الحرب و هم فى السّفن؛ فقتل منهم جمع، و رجعوا بالخيبة أيضا، و بعد رجوعهم سافر الشّيخ عبد اللّه المذكور إلى اصفهان، للسّعى فى مقدّمة البلد المذكور عند الشّاه، و قد كان شيخ الإسلام أيضا فى اصفهان، إلّا انّه لمّا كانت دولة الشّاه المذكور مدبرة، رجع الشّيخ بالخيبة ممّا أمّله، و توطّن فى بلدة بهبهان؛ لظنّه برجوع الخوارج إليها، فاتّفق مجىء الخوارج مرّة ثالثة، و اتّفق رأيهم على حصار البلد، و منع من فيها من الخروج و الدّخول، و انضمّت إلى إعانتهم أيضا أعداء الدّين من الأعراب، و الشّيخ لمّا سمع ذلك توطّن فى بلدة بهبهان، و أخذوها بعد الحصار مدّة مديدة.
و كانت وفاته ليلة الأربعاء التّاسع من شهر جمادى الثّانية، السّنة الخامسة و الثّلاثين، بعد المأة و الألف، تغمّده اللّه بغفرانه و اسكنه فسيح جنانه.
و للشّيخ عبد اللّه المذكور عدّة طرق منها ما تقدّم عن شيخه الشّيخ سليمان البحرانىّ.
و منها عن السيّد الفاضل السيد محمد بن السيد على بن السيد حيدر و يدور على الالسن السيّد محمّد حيدر الموسوى العاملى يعنى به صاحب كتاب «آيات الاحكام» و غيره إنتهى كلام صاحب «اللؤلؤة»[1].
و قد فات من قلمه أيضا ذكر كتاب لطيف آخر لصاحب العنوان جيّد فى معناه جليل الفائدة و الجدوى سمّاه «المسائل الحسينيّة» فى أجوبة خمسين مسألة من عويصات المسائل و امتحانيّاتها تنفع الطّالب للفضائل فى مراحل شتّى، عندنا منه نسخة مرّ عليها نظره الشّريف ظاهرا، و عندنا أيضا رسالته «النّوحية» و يظهر منها تصلّبه الشّديد فى سياق الأخباريّة و من جملة ما ذكره فى تضاعيف الكلمات ثمّة قوله: و لا يجب الرّجوع إلى المجتهد إلّا أن يكون عنده فى المسألة إطّلاع على حديث لم يصل