و فى رواية انّه سمع بعض الأئمة عليه السّلام يقول: فى سجوده: إلهي عبيدك بفنائك، مسكينك بفنائك، سائلك بفنائك، فقيرك بفنائك. أو أمر بأنّ يدعى الرّبّ كذلك فى السّجود و هو مجرّب لاجابة الدعاء.
و فى بعض المواضع المعتبرة أيضا كما بالبال انّه قال كنت أنا و جماعة من النسّاك و الزهدة العارفين بفناء الكعبة أو فى موضع آخر من مواضع الخير ملّحين على اللّه تبارك و تعالى فى الدّعاء لطلب الغيث بالتماس الخلق فلم ينفعنا التّضرّع و الدعاء بشى إلى أن ورد علينا علىّ بن الحسين عليه السّلام و رآنا على تلك الحالة، فقال: ما تريدون؟ قلنا؛ منذ كذا و كذا نسئل اللّه المطر و لا يستجاب لنا، فقال: هكذا تسألون اللّه! قلنا فكيف نسأله؟ فاكبت على وجهه فى التّراب و أخذ يبكى و يقول:
اسئلك اللّهمّ بحبّى لك أو بحبّك إيّاىّ أن تنزل علينا الغيث فلن يبرح من مكانه و لا رفع رأسه من السّجدة إلى أن سقى الخلائق بغيث مريع.
و نقل أيضا عن طاوس المذكور انّه قال: رأيت رجلا يصلىّ فى المسجد الحرام تحت الميزاب و هو يدعو و يبكى فجئته و فرغ من الصّلاة فاذا هو علىّ بن الحسين عليه السّلام فقلت له: يابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رأيتك على حالة كذا و كذا و لك ثلاثة أرجو أن يؤمنك من الخوف أحدها انك ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الثانى شفاعة جدّك و الثّالث رحمة اللّه فقال: يا طاوس اما انّى ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله فلا يؤمنّنى، و قد سمعت اللّه عزّ و جلّ يقول: فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ و امّا شفاعة جدّى فلا تؤمننى و قد سمعت اللّه تعالى يقول:
و لا يشفعون إلّا لمن ارتضى، و امّا رحمة اللّه فان اللّه يقول: إنّ رحمة اللّه قريب من المحسنين و لا اعلم أنىّ محسن.