responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 4  صفحة : 131

لا تتعرض اليه فانّه سريع الجواب، فابى الّا مشاكلته، فقال له بشار، و كان اعمى، يا أبا العلاء فقال: لبيك، فقال ما الجرنفل فى كلام العرب؟ فعرف ابو العلاء انه قد وضع هذه الكلمة، و ليس لها اصل فى اللغة، فقال له بعدان اطرق ساعة: هو الذى يفعل بنساء العميان و لا يفعل بغيرهن، و لا يكون الجرنفل جرنفلا حتى لا يتعداهن إلى غيرهنّ، و هو فى ذلك كلّه يصرّح و لا يكنّى؛ قال: فخجل بشار و انكسر و ضحك من كان حاضرا، فقال الموفّق:

قلت لك لا تفعل فلم تقبل.

و توفى صاعد المذكور سنة سبع عشرة و أربعمأة بصقلية- رحمه اللّه تعالى‌[1]- كذا ذكره ابن خلكان. و قال ايضا و لمّا ظهر للمنصور كذبه فى النّقل و عدم تثبته رمى كتاب «الفصوص» فى النّهر، لانّه قيل له: جميع ما فيه لا صحة له، فعمل فيه بعض شعراء عصره.

قد غاص فى البحر كتاب الفصوص‌

و هكذا كلّ ثقيل يغوص‌

و له اخبار كثيرة فى الامتحان، و لو لا التطويل لذكرتها[2].

و قال ابن مكتوم المؤرخ فى ترجمة هذا الرّجل كما نقله صاحب «البغية» كان مقدّما فى علم اللّغة و معرفة العويص؛ و كان احضر النّاس شاهدا، و أرواهم لكلمة غريبة، و انّما حطّه عند أهل الادب ما غلب عليه من حبّ الشراب و البطالة و إيثار السخف و الفكاهة، فلم يثقوا بنقله، و لا استكثروا منه.

و كان من متقدمي ندامى المنصور بن ابى عامر، و نال منه دنيا عريضة، إلّا أنّه كان متلافا لا يبقى على شى‌ء[3] و قال ايضا صاحب «البغية» فى باب الالقاب و الكنى:

الرّبعى جماعة، اشهرهم ابو الحسن على بن عيسى‌[4] قلت: و على بن عيسى المذكور- هو ابن عيسى الفرج بن صالح الربعى، ابو الحسن الزهرى احد الأئمة النّحويين و حذاقهم الجيدى النّظر، الدقيقى الفهم و القياس، اخذ عن السّيرافى و رحل إلى شيراز


[1] وفيات الاعيان 2: 181- 182.

[2] وفيات الاعيان 2: 182.

(3 و 4) بغية الوعاة 2: 7 و 375.

اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 4  صفحة : 131
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست