responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 4  صفحة : 103

قال: و ما هنّ يا أمير المؤمنين؟ قال: إمّا أن تلى القضآء أو تحدّث ولدى و تعلّمهم، أو تأكل عندى أكلة، و ذلك قبل أن يلى القضآء، فافكر ساعة، ثمّ قال: ألأكلة أخفها على نفسى، فأجلسه- فاحتبسه عنده- و تقدّم إلى الطّبّاخ أن يصنع له ألوانا من المخّ المعقود بالسّكر الطّبرزد و العسل و غير ذلك، فعمل ذلك و قدمه إليه فأكل؛ فلمّا فرغ من الأكل قال له الطبّاخ: و اللّه يا أمير المؤمنين ليس يفلح الشّيخ بعد هذه الأكلة ابدا! قال الفضل بن الرّبيع: فحدّثهم و اللّه شريك بعد ذلك؛ و علّم أولادهم و ولّى القضاء لهم.

و لقد كتب له برزقه على الصّيرفى؛ فضايقه فى النّقد، فقال له الصّير فى: انّك لم تبع به بزّا، فقال له شريك: بل و اللّه بعت أكثر من البزّ، بعت به دينى.

و حكى الحريرى فى «درّة الغّواص» قال: و حكى أبو القاسم بن برهان النّحوى، انّه كان لشريك بن عبد اللّه النّخعى جليس من بنى أميّة، فذكر شريك فى بعض الأيّام فضائل على عليه السّلام، فقال ذلك الأموى: نعم الرّجل علىّ، فأغضبه ذلك و قال: العلىّ عليه السّلام تقول «نعم الرّجل» فامسك الرجل حتّى سكن غضبه، ثم قال: يا أبا عبد اللّه الم يقل اللّه تبارك و تعالى فى الإخبار عن نفسه: (فقّدرنا فنعم القادرون) و قال فى ايّوب عليه السلام: (إنّا وجدناه صابرا نعم العبد) و قال فى سليمان (و وهبنا لداود سليمان نعم العبد) افلا ترضى لعلى بما رضى اللّه تعالى به لنفسه و لانبيائه؟ فتنبّه شريك عند ذلك لو همه، و زادت مكانة ذلك الأموى فى قلبه.

و فى هذه الحكاية دلالة ظاهرة على حسن حال الرّجل و ميله المفرط إلى محبة اهل البيت عليهم السلام إن لم يكن من شيعتهم المخلصين، مضافا إلى ما نقلنا عنه قبيل هذه الحكاية من المقالتين، و إلى ما قد أفيد فى بعض المواضع أيضا من انّ الرّاغب الإصفهانى ذكر فى محاضراته انّه ذكر معاوية عند شريك بن عبد اللّه فذكر ما يدلّ على تشيّعه و تصلّبه و موالاته للأئمّة عليهم السلام، و عليه فالعجب من المتوجّهين لرجالنا كيف غفلوا عن ذكره و ترجمته، مع أنّهم يذكرون من هو أدون منه بكثير،

اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 4  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست