responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 192

المذكور أيضا حكاية يرويها صاحب «الصواعق المحرقة» و هو في أقصى المراتب من النصب و العداوة لأهل البيت عليهم السّلام بعد ترجيحه القول بعدم كفر يزيد الملعون، و استحقاقه اللعنة تمسّكا بأنّ الأصل أنّه مسلم فنأخذ بذلك الأصل حتّى يثبت عندنا ما يوجب الإخراج عنه، و لم تعلم موته على الكفر و إن كان كافرا في الحالة الظاهرة لاحتمال أن يختم له بالحسنى فيموت على الاسلام، و بأنّهم صرّحوا بأنّه لا يجوز لعن فاسق مسلم معلن، و هذا منهم، و لو سلّمنا أنّه أمر بقتل الحسين و اسرته فذلك حيث لم يكن عن استحلال أو كان عنه لكن بتأويل، و لو باطلا فسق لا كفر.

- فضّ اللّه فاه- فيما تجرّأ على دين اللّه في اظهاره، و لم يستحى من وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله في تحقير منزلته و مقداره، و هى أنّه قال: بعد اللّتيا و الّتي. ثمّ روى ابن الجوزى عن القاضي أبي يعلى الفرّاء أنّه روى في كتابه «المعتمد في الاصول» بإسناده إلى صالح بن أحمد بن حنبل. قال: قلت لأبي: إنّ قوما ينسبوننا إلى تولّى يزيد. فقال: يا بنىّ، و هل يتولّى يزيد أحد يؤمن باللّه، و لم لا تلعن من لعنه اللّه في كتابه؟ فقلت: و أين لعن اللّه يزيد في كتابه. فقال: في قوله تعالى: «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى‌ أَبْصارَهُمْ»[1] فهل يكون فساد أعظم من القتل؟

و في رواية: يا بنيّ ما أقول في رجل لعنه اللّه في كتابه. قال: ثمّ ذكر حديث- من أخاف أهل المدينة أخافه اللّه، و عليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين- و لا خلاف أنّ يزيد غزا المدينة بجيش و أخاف أهلها. انتهى.

و الحديث الّذي ذكره رواه مسلم، و وقع من ذلك الجيش من القتل و الفساد العظيم، و السبى و إباحة المدينة ما هو مشهور حتّى افتضّ نحو ثلاثمأة بكر، و قتل من الصحابة نحو ذلك، و من قرأ القرآن نحو سبعمأة نفس، و ابيحت المدينة أيّاما، و بطلت الجماعة من المسجد النبويّ أيّاما فلم يمكّن أحد دخول مسجدها حتّى دخله الكلاب و الذئاب، و بالت على منبره صلى اللّه عليه و اله- تصديقا لما أخبربه- و لم يرض أمير


[1] محمد 22

اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 192
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست