و لنمسك عنان القلم عنه، إحالة على ما أوضحته من حاله في رسالة مفردة. و المقصود هنا ذكر متابعة من قلّده[1] في ذلك، كما قلّد غيره، و زاد في الطنبور نغمة بتقليده الغزّاليّ، و صرف عمره في تتبّع آثاره الشنيعة؛ و من جملتها: تشنيعه في «الإحياء» و غيره على علماء الشريعة، كما يظهر لمن رأى تتبّعه في ذلك و غيره، و قد سلك سبيله المظلم و ترك الاقتداء بمن يقتدى بهم و الاهتداء بنورهم، و من لم يصدّق فعليه بمطالعة رسائله. فإنّي قد رأيتها بعد ما أرسلها إليّ ليهديني بها عن طريق الصواب! فظهر لي منها ما هو من العجب العجاب، و كلامها منتهب من غيره و ممثّل به؛ كما يعرفه الناقد البصير.
إنتهى كلام الفاضل الشيخ عليّ، المشير إلى سخافة رأي هذا الرجل و انحرافه عن طريقة جمهور أهل الحقّ، كما قد يعبّر عنه بعض الأعاظم منهم بقوله: «أمينهم مخرّب الشريعة».
و قد عرفت في هذا الضمن أيضا حالة من هو قريب منه في هذا المشرب و التخفيف بأفاخم علماء المذهب، و التخريب لقواعد الدين المبين من غير معونة الناب و المخلب؛ مضافا إلى ما فيه من خراب العقائد، باعتبار حسن اعتقاده بذلك الرجل المعاند.
و سيأتى أيضا زيادة توضيح لبطلان هذه الطريقة و ضلالة المتعصّبين من أهلها في ذيل ترجمة الشيخ جعفر النجفي الفقيه المشهور و غيره من العلماء الصدور- إنشاء اللّه-.
ثمّ إنّ من جملة من يداني هذين المتعصّبين، في ورود مثل ما نمي إليهما من الشين على اصوله و فروعه المغشوشين؛ هو المولى محمّد تقى بن مقصود على الإصفهانيّ الملقّب بأوّل المجلسيّين، كما ستعرف الإشارة إلى بعض ما يشهد بذلك في ذيل ترجمته- إنشاء اللّه- و لذا قد صوّب في شرحه العربيّ على «الفقيه» طريقة صاحب عنواننا الّذي نحن فيه، كما نقل عنه بعضهم ذلك بهذه العبارة: و الحاصل أنّ الدلائل العقليّة الّتي ذكرها بعض الأصحاب و بنوا عليها الأحكام أكثرها مدخولة، و الحقّ في أكثرها مع الفاضل الأستر آبادي- رضي اللّه عنه-.