responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 134

بعضهم بعضا على وجه لا ينكر أحد منهم فضل الآخر، و لا يقدح فيه و لا في أصل مطلبه بشي‌ء من ذلك.

ثمّ إلى أن قال بعد تطويل كلام من هذا القبيل: و لقد نقل هذا الرجل بعض ما أفاده علماؤنا- رضي اللّه تعالى عنهم- من أسباب الاختلاف و العذر فيه في رسائله عن الشهيد- رحمه اللّه- و غيره، و هو مع نقلها لم يعقلها، فلو عقل و فهم كان ينبغي له تركها أو متابعتها، و قد قلّد في بعض تقليده في ذلك رجلا جاهلا بمراد العلماء مغرورا لا اطّلاع له على علوم الشريعة و ضوابطها و لا خدم أهلها و حصّل ممّا عندهم، بل كان قصده الشهرة و قبح تعرّف، و ما اشتهر من قولهم «إذا أردت أن تشتهر فقع فيمن هو أكبر منك و عاده!» و هذا الرجل اسمه محمّد أمين، من تسمية الشي‌ء باسم ضدّه! و كان في مكّة وقت خلوّها من الفضلاء.

و إذا ما خلا الجبان بأرض‌

طلب الطعن وحده و النزالا!

و قد كان عنده بعض المعرفة فيما لا يسمن و لا يغني من جوع، و كان في مكّة المشرّفة أوقاتا يحضر مجلس درس ميرزا محمّد- رحمه اللّه- و لم تطل مدّته، فلمّا انتقل إلى جوار اللّه تصدّى لقصد الشهرة، عاريا من العلوم الّتي بها يشتهر المجاورون هناك، فشرع في التقبيح و التدليس، و أخذ مسائل من كلامهم لم يفهم مغزاها، و لا عنده خبر، و ضمّ إلى ذلك ادّعاء منامات كثيرة و تخيّلات إن صحّ منها شي‌ء فمنشأه ما كان يستعمله من الأفيون و نحوه بكثرة، و موّه على ضعيفي العقول و قليلي البضاعة أشياء سخّرهم بها، و هي أو هن من بيت العنكبوت، و لم يوافق فيما ادّعاه و اخترعه أحدا من المتقدّمين و لا المتأخّرين، و إن أوهم من لم يتتّبع مقاصده و كلام العلماء أنّه على نهج المتقدّمين!؛ يظهر ذلك لمن عرفه حقّ المعرفة. و ادّعى العصمة لنفسه فيما يقع فيه الخطأ عادة في آخر رسالته، و نحو ذلك من الخرافات. فتبعه كلّ مريض القلب، مقعد الهمّة، أكمه البصيرة، قريح القريحة، مغترّ بخضراء الدمن، متخيّل بذي ورم سمن، ضعيف النقل صحفيّ التحصيل، مائل إلى الراحة و التقبيح، قاصد إلى الطفرة إلى سمّو الرتبة من غير تعب و مشقّة.

اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست