responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 133

فإن قيل: هذا بناء على قاعدتهم في وحدة الوجود و شمولها للجميع. قلنا: ما ذنب علماء الإماميّة حتّى يدخلو مثل يزيد و فرعون و إبليس و غيرهم و يخرجوا هؤلاء؟

و لو كانت المكاشفات المتقدّمة للغزّالىّ و نحوه حقّا؛ كان على من ينسب إلى الإماميّة ظاهرا- يعنى به الفاضل الكاشانيّ المتقدّم إليه الإشارة- أن يعتقد بطلان مذهب الإماميّة إن قلّد اولئك، و إن انكشف ذلك له كما انكشف لهم كان أظهر في البطلان.

أللّهمّ إلّا أن يكون اعتقاده باطنا ذلك، و لا يطيق إظهاره لمصلحة الدنيا. و قد يشعر به الاعتقاد في مثل هؤلاء و الشهادة لهم بالتحقيق و تتّبع آثارهم في الطعن على علماء الشريعة- كما فعله الغزاليّ في إحيائه و غيره- و التشنيع على علماء الإماميّة و الاقتداء بهم فيما يظهر لمن تتّبع ذلك و أدركه، و ذلك ظاهر في بعض من يدّعى أنّه على هذا الأمر، فإنّه يكفّر أجلّاء علماء الإماميّة بل كلّهم بكنايات أبلغ من التصريح، كتسميتهم «إنّا وجدنائيّون»، يريد كونهم ممّن أخبر اللّه عنهم من الكفّار بقولهم «إنّا وجدنا آبائنا على امّة و إنّا على آثارهم مقتدون»، و كخطابه لولده في رسالة سمّاها «سفينة النجاة» بقوله: «يا بنيّ اركب معنا»، أى «و لا تكن مع الكافرين»، أخذا لهذا الاسم من غيره، و اقتداء بالغزالى في معنى «المنقذ من الضلال»، و لم يسمّها بهذا الإسم تمويها و إلّا فالمعنى واحد، و المردود عليهم في «المنقذ» و «السفينة» واحد.

إلى أن قال: و خطابه لولده بعد التشنيع على علماء الإماميّة بالخصوص، كالسيّد المرتضى، و الشيخ المفيد- رضي اللّه عنهما- و أمثالهما؛ لتوجّه كلام إمامه إليهما أكثر، و لم يوجد من الإماميّة عالم سلك هذا الطريق، و ركب هذه السفينة المخروقة لغرق أهلها، بل و لا من غيرهم، و حاصل بعضه أنّه سلك طريقا لا يفضى إلى الإختلاف في شي‌ء كموازين إمامه، و الاختلاف جعله من الأسباب المكفّرة، و تتبّع بعض مسائل ما اختلفوا فيه و ناقش فيه بعضهم بعضا، فجمع ذلك و جعله قدحا فيهم، و لم يعلم معنى الإجتهاد و ما أرادوا به، و لم يميّز الفرق بين ما سمّوه اجتهادا و ما هو المذموم في الحديث من الإجتهاد و أهله، و قدح فيهم باستدلالهم بالإجماع و أنّ الإجماع لا أصل له، و نهب بعض المسائل منهم كالاختلاف فى النيّة و نحوها ممّا ناقش فيه‌

اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست