responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانوار العلويه المؤلف : النقدي، جعفر    الجزء : 1  صفحة : 373

نوائح ، وفي غداة غد يظهر القضاء ، فقلت له : يا أبة هكذا تتطير ، قال : يا بنية ما منا أهل البيت من يتطير ولا يتطير به ، ولكن قول جرى على لساني .

ثم قال : يا بنية بحقي عليك إلا ما أطلقتيه ، فقد حبست ما ليس له لسان ، ولا يقدر على الكلام إذا جاع أو عطش فاطعميه واسقيه ، وإلا خلي سبيله يأكل من حشائش الأرض ، فلما وصل الى الباب عالجه ليفتحه ، تعلق الباب بمئزره فانحل مئزره حتى سقط فأخذه وشده وهو يقول : اشدد حيازيمك للموت

فان الموت لاقيك ولا تجزع من الموت

إذا حل بناديك ولا تغتر بالدهر

وان كان يواتيككما أضحككك الدهر

كذاك الدهر يبكيك ثم قال : اللهم بارك لي في الموت .

قالت ام كلثوم : وكنت أمشي خلفه ، فلما سمعته يقول ذلك قالت : واغوثاه يا أبتاه أراك تنعى نفسك منذ الليلة ، قال : يا بنية ما هو بنعاء ، ولكن دلالات وعلامات للموت يتبع بعضها بعضا ، فأمسكت عن الجواب ، ثم فتح الباب وخرج .

قالت ام كلثوم : فجئت الى أخي الحسن " ع " فقلت : يا أخي قد كان من أمر أبيك الليلة كذا وكذا ، وقد خرج في هذا الليل الغلس ، فقام الحسن ( ع ) وتبعه فلحق به قبل ان يدخل الجامع ، فقال : يا أباه ما أخرجك في هذه الساعة وقد بقى من الليل ثلثه ، فقال : يا حبيبي وقرة عيني خرجت لرؤيا رأيتها في هذه الليلة أهالتني وأزعجتني وأقلقتني ، فقال له : خيرا رأيت وخيرا يكون فقصها علي ؟ فقال : يا بني رأيت كأن جبرئيل ( ع ) قد نزل من السماء على جبل أبي قبيس فتناول منه حجرين ومضى بهما الى الكعبة وتركهما على ظهرها وضرب أحدهما على الآخر فصارت كالرميم ثم ذرهما في الريح ، فما بقي بمكة ولا بالمدينة بيت إلا ودخله من ذلك الرماد ، فقال : له يا أبة ما تأويلها ؟ فقال : يا بني إن صدقت رؤياي فان أباك مقتول ، ولا يبقى بمكة ولا بالمدينة بيت إلا ويدخله من ذلك غم ومصيبة من أجلي ، فقال الحسن ( ع ) : وهل تدري متى يكون

اسم الکتاب : الانوار العلويه المؤلف : النقدي، جعفر    الجزء : 1  صفحة : 373
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست