اسم الکتاب : الانوار العلويه المؤلف : النقدي، جعفر الجزء : 1 صفحة : 372
تفقدوني ، اني رأيت في هذا الليلة رؤيا أهالتني واريد ان أقصها
عليكم : رأيت في هذه الساعة رسول الله ( ص ) في منامي وهو يقول : يا أبا
الحسن انك قادم الينا عن قريب يجيئ اليك اشقاها فيخضب هذه - شيبتك من دم
رأسك خ ل - من هذا ، وأنا والله مشتاق اليك ، فهلم الينا فما عندنا خير
وأبقى ، فلما سمعوا كلامه ضجوا بالبكاء والنحيب وأبدوا العويل ، فأقسم
عليهم بالسكوت فسكتوا ، ثم أقبل عليهم يوصيهم ويأمرهم بالخير وينهاهم عن
الشر .
قالت ام كلثوم : ولم يزل تلك الليلة قائما وقاعدا وراكعا وساجدا ،
ثم يخرج ساعة بعد ساعة يقلب طرفه في السماء وينظر في الكواكب وهو يقول :
والله ما كذبت ولا كذبت ، انها الليلة التي وعدت ، ثم يعود الى مصلاه ويقول
: اللهم بارك لي في الموت ، ويكثر من قول لا إله إلا الله ، إنا لله وإنا
إليه راجعون ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ويصلي على النبي
وآله ويستغفر الله كثيرا .
قالت ام كلثوم : فلما رأيته في تلك الليلة قلقا متململا كثير الذكر
والاستغفار ،أرقت معه ليلتي وقلت : يا أبتاه ما لي أراك هذه الليلة لا تذوق
طعم الرقاد ؟ قال : يا بنية ان أباك قتل الابطال وخاض الأهوال وما دخل
الخوف له جوف ، وما دخل في قلبي رعب أكثر مما دخل في هذه الليلة ، ثم قال :
إنا لله وإنا إليه راجعون ، فقلت : يا أبتاه ما لك تنعى نفسك منذ الليلة ؟
قال : يا بنية قد قرب الأجل وانقطع الأمل قالت ام كلثوم : فبكيت ، فقال :
يا بنية لا تبكين ، فاني لم أقل ذلك إلا بما عهد إلي النبي ( ص ) ثم انه
نعس وطوى ساعة ، ثم استيقظ من نومه ، وقال : يا بنية إذا قرب وقت الأذان
فاعلميني ، ثم رجع " ع " الى ما كان عليه أول الليل من الصلاة والدعاء
والتضرع الى الله سبحانه .
قالت ام كلثوم : فجعلت أرقب وقت الأذان ، فلما لاح الوقت أتيته ومعي
إناء فيه ماء ، ثم أيقضته فأسبغ الوضوء وقام ولبس ثيابه وفتح بابه ، ثم
نزل الى الدار وكان في الدار أوز قد اهدي الى أخي الحسين ( ع ) فلما نزل
خرجن ورائه وصحن في وجهه ، وكن قبل تلك الليل لم يصحن ، فقال ( ع ) : لا
إله إلا الله ، صوائح تتبعها
اسم الکتاب : الانوار العلويه المؤلف : النقدي، جعفر الجزء : 1 صفحة : 372