اسم الکتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد المؤلف : ابن رشد الجزء : 2 صفحة : 9
ولي من لا ولي له خرجه الترمذي وقال فيه : حديث حسن وأما ما احتج به من لم يشترط الولاية من الكتاب والسنة .
فقوله تعالى :
( فلا جناح عليكم فيما فعلفي أنفسهن بالمعروف )
قالوا : وهذا دليل على جواز تصرفها في العقد على نفسه .
قالوا وقد أضاف إليهن في غير ما آية من الكتاب الفعل فقال :
﴿ أن ينكحن أزواجهن ﴾
وقال
﴿ حتى تنكح زوجا غيره ﴾
وأما من السنة فاحتجوا بحديث ابن عباس المتفق على صحته ، وهو قوله
عليه الصلاة والسلام : الايم أحق بنفسها من وليها ، والبكر تستأمر في نفسها
وإذنهاصماتها وبهذا الحديث احتج داود في الفرق عنده بين الثيب والبكر في
هذا المعنى ، فهذا مشهور ما احتج به الفريقان من السماع .
فأما قوله تعالى :
﴿ فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن ﴾
فليس فيه أكثر من نهي قرابة المرأة وعصبتها من أن يمنعوها النكاح ،
وليس نهيهم عن العضل مما يفهم منه اشتراط إذنهم في صحة العقد ، لا حقيقة
ولا مجازا ، أعني بوجه من وجوه أدلة الخطاب الظاهرة أو النص بل قد يمكن أن
يفهم منه ضد هذا ، وهو أن الاولياء ليس لهم سبيل على من يلونهم ، وكذلك
قوله تعالى :
﴿ ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ﴾
هو أن يكون خطابا لاولي الامر من المسلمين أو لجميع المسلمين أحرى
منه أن يكون خطابا للاولياء ، وبالجملة فهو متردد بين أن يكون خطابا
للاولياء أو لاولي الامر .
فمن احتج بهذه الآية فعليه البيان أنه أظهر في خطاب الاولياء منه في
أولي الامر ، فإن قيل إن هذا عام والعام يشمل ذوي الامر والاولياء قيل إن
هذا الخطاب إنما هو خطا ب بالمنع ، والمنع بالشرع ، فيستوي فيه الاولياء
وغيرهم ، وكون الولي مأمورا بالمنع بالشرع لا يوجب له ولاية خاصة في الاذن
أصله الاجنبي ، ولو قلنا إنه خطاب للاولياء يوجب اشتراط إذنهم في صحة
النكاح لكان مجملا لا يصح به عمل ، لانه ليس فيه ذكر أصناف الاولياء ولا
صفاتهم ولا مراتبهم ، والبيان لا يجوز تأخيره عن وقت الحاجة ، ولو كان في
هذا كله شرع معروف لنقل تواترا أو قريبا من التواتر .
لان هذا مما تعم به البلوى ، ومعلوم أنه كان في المدينة من لا ولي له .
ولم ينقل عنه ( ص ) أنه كان يعقد أنكحتهم ولا ينصب لذلك من يعقدها ،
وأيضا فإن المقصود من الآية ليس هو حكم وإنما المقصود منها تحريم نكاح
المشركين والمشركات وهذا ظاهر ، والله أعلم .
وأما حديث عائشة فهو حديث مختلف في وجوب العمل به ، والاظهر أن ما لا يتفق على صحته أنه ليس يجب العمل به .
وأيضا فإن سلمنا صحة الحديث فليس فيه إلا اشتراط إذن الولي لمن لها
ولي : أعني المولى عليها ، وإن سلمنا أنه عام في كل امرأة فليس فيه أن
المرأة لا ت
اسم الکتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد المؤلف : ابن رشد الجزء : 2 صفحة : 9