اسم الکتاب : نهاية الوصول في شرح کفاية الاصول المؤلف : الجلیلي، مصطفی الجزء : 1 صفحة : 259
حصوله ) أى حصول الشرط ( طلب و بعث و الا ) فلو كان طلب قبل حصول الشرط (
لتخلف ) المنشأ ( عن انشائه ) اذ انشاء الطلب يكون بعد الشرط لا قبله .
( و ) ان قلت : تقييد المنشأ بالشرط نحو (( اكرم العلماء العدول
)) يستلزم تقييد الانشاء , و الانشاء حيث كان نحوا من الوجود لا يعقل
تقييده , كالايجاد التكوينى فكما لا يعقل الايجاد فالحال بشرط كذا كذلك لا
يعقل الانشاء بشرط كذا .
قلت : ليس التعليق فى الانشاء بل هو حالى , و انما التعليق يكون فى
المتعلق اذ ( انشاء أمر على تقدير ) نحو (( اكرم زيدا ان جاءك يوم الجمعة
)) (( كالاخبار به بمكان من الامكان كما يشهد به الوجدان ) فكما يصح
التعليق فى متعلق الاخبار بأن يقول (( ان جاء زيد يكرمه عمرو )) و لا
يستلزمه تعليق الاخبار كذلك الانشاء طابق النعل بالنعل .
( فتأمل جيدا ) يمكن أن يكون التأمل اشارة الى اشكال و جواب ,
فالاول - أى الاشكال - أن المنشأ اذا كان بعد حصول الشرط يلزم تأثير
المعدوم فى الموجود , لان الانشاء حين وجود الشرط معدوم , بمعنى أنه يلزم
ان يؤثر الانشاء مع عدمه فى المنشأ الموجود , لانه على الفرض يكون الانشاء
حين وجود الشرط معدوما . و الثانى و هو أن المنشأ اذا كان قبل حصول الشرط
يلزم تأثير المعدوم فى الموجود لان المفروض ان الشرط أيضا جزء من العلة
فلولاه لم يكن وجوب .
و ثانيا بالحل , و هو أن المنشأ أمر اعتبارى و قلنا قبل هذا انه
يصح أن يكون منشأه - أى منشأ الامور الاعتبارية - مقدمة كما قالوا لصحة
الصوم فى الغد بالاغسال الليلية على المستحاضة . فيرتفع الاشكال .
و تمام ما قلناه الى الان يكون جوابا عن الدليل الاول للشيخ (( ره
)) ( و أما ) الجواب عن دليله الثانى و هو ( حديث لزوم رجوع الشرط الى
المادة لبا ) كما تقدم ( ففيه ) ان صرف التوجه لو كان كافيا صح ما ذكر , اذ
التوجه حاصل بمجرد
اسم الکتاب : نهاية الوصول في شرح کفاية الاصول المؤلف : الجلیلي، مصطفی الجزء : 1 صفحة : 259