اسم الکتاب : نهاية الوصول في شرح کفاية الاصول المؤلف : الجلیلي، مصطفی الجزء : 1 صفحة : 23
فى أن الوضع و الموضوع له و المستعمل فيه فى الحروف عام
فظهر لك أن الوضع و الموضوع له و المستعمل فيه فى الحروف عام ,
أما الاول لان الملحوظ حين اللحاظ عام و الموضوع له يكون عن هذا الملحوظ
فهو أيضا عام , و المستعمل فيه أى ابتداء من البصرة و أى انتهاء من الكوفة و
ليس ابتداء خاص و انتهاء كذلك منظور للامر بل من أى ابتداء ابتدا و بأى
انتهاء انتهى سيرة امتثل أمر الامر
و لاجل هذه الكلية فى مثل (( سرت من البصرة الى الكوفة )) التجأ
بعض الفحول كصاحب الفصول الى القول بالجزئية الاضافية فيها أى فى الحروف . و
هو كما ترى , لانه قلنا بأى ابتداء ابتدأ و بأى انتهاء انتهى سيرة امتثل
أمر الامر , و هذا الامتثال دليل على كلية المعنى و الا لم يحصل الامتثال .
قوله ( و ان كانت هى الموجبة لكونه جزئيا حيث أنه لا يكاد يكون
المعنى حرفيا الا اذا لوحظ حالة لمعنى آخر و من خصوصياته القائمة به . (
و يكون حال المعنى الجزئى كحال العرض , فكما لا يكون العرض فى
الخارج الا فى الموضوع كسواد هذا الجسم و بياض ذاك كذلك المعنى الحرفى لا
يكون من الذهن الا فى مفهوم آخر كابتداء البصرة و انتهاء الكوفة فى مثل ((
سرت من البصرة الى الكوفة )) و امثالهما , و لذا قيل فى تعريف الحرف , بأنه
ما دل على معنى فى غيره , فالمعنى و ان كان لا محالة يصير جزئيا بهذا
اللحاظ - أى بلحاظ معنى الغير بحيث يباينه اذا لوحظ ثانيا كما لوحظ أولا و
لو كان اللاحظ واحدا - الا أن هذا اللحاظ لا يكاد يكون مأخوذا فى المستعمل
فيه , و الا أى و ان كان مأخوذا فى المستعمل فيه فلابد للاحظ من لحاظ آخر
يتعلق بما هو ملحوظ بهذا اللحاظ .
بداهة أن تصور المستعمل فيه مما لابد منه فى استعمال الالفاظ , و هو كما
اسم الکتاب : نهاية الوصول في شرح کفاية الاصول المؤلف : الجلیلي، مصطفی الجزء : 1 صفحة : 23