اسم الکتاب : نهاية الوصول في شرح کفاية الاصول المؤلف : الجلیلي، مصطفی الجزء : 1 صفحة : 21
الجزئى كاستعمال لفظ (( زيد )) فى معناه الجزئى و هو زيد الذى يكون ابنا لعمرو .
فهذه هى أقسام ثلاثة متصورة للوضع , و أما الوضع الخاص و
الموضوع له العام لا يتصور , و لا يصح , لان الخاص مع خصوصياته يباين مع
العام فكيف يكون وجها للعام , بخلاف العام فانه بوجوده المعى مرآة للخاص و
غير تباين معه , و لذا يصح حمله عليه و يقال (( زيد انسان )) و لا يصح أن
يقال (( الانسان زيد (( لان زيدا مع حفظ خصوصياته و كيفياته الخاصة ليس
بالانسان الكلى مع حفظ كليته و عمومه و سعة وجوده .
فالحاصل من كل ما قلناه أنه لا ريب فى ثبوت الوضع الخاص و الموضوع
له الخاص كوضع الاعلام الشخصية نحو زيد و عمرو و بكر , و لا ريب فى ثبوت
الوضع العام و الموضوع له العام كوضع أسماء الاجناس نحو (( الرجل خير من
المرأة )) أى جنس الرجل أو (( الثمرة خير من جراءة )) أى جنس الثمرة , أو
مثل وضع لفظ الحيوان للمتحرك بالارادة .
و هذا القسم هو المسمى بالوضع العام و الموضوع له العام تارة
يستعمله المستعمل فى الافراد نحو (( هو )) الذى وضع لكل مفرد مذكر و (( هى
)) لكل مفرد مؤنث لكن يستعمله المستعمل فى مفرد مذكر خاص و يقول (( هذا
الرجل عالم أو عادل )) , و هذا القسم هو الذى يعبر عنه بالوضع العام و
الموضوع له و هو الخاص , و مثله الحروف و الموصولات و ما أشبهها .
فهذه أقسام ثلاثة متصورة للوضع : الوضع الخاص و الموضوع له الخاص
كالامثلة الاولى , الوضع العام و الموضوع له العام كالامثلة الثانية ,
الوضع العام و الموضع له هو الخاص كالامثلة الثالثة .
و قد يتصور قسم رابع و هو كون الوضع عاما و الموضوع له خاصا , فقد
اختلف العلماء فى اثباته و نفيه , بعض منهم قائلون بالثبوت كما أشار المصنف
اليه
اسم الکتاب : نهاية الوصول في شرح کفاية الاصول المؤلف : الجلیلي، مصطفی الجزء : 1 صفحة : 21