اسم الکتاب : نهاية الوصول في شرح کفاية الاصول المؤلف : الجلیلي، مصطفی الجزء : 1 صفحة : 153
الذى ليس كمثله شى .
و عن محمد بن مسلم عن الباقر عليه السلام قال : اياكم و التفكر فى الله و لكن اذا أردتم أن تنظروا الى عظمته فانظروا الى عظيم خلقه .
الحديث مفصل و لكن أذكر منه بقدر الحاجة الى أن قال : كما يمتنع على غير
الله معرفة كنه ذاته فكذا يمتنع كنه صفاته , لان صفاته عين ذاته , و كلما و
صفه العقلاء فانما هو على قدر افهامهم و بحسب وسعهم , فانهم يصفونه
بالصفات التى شاهدوها فى أنفسهم مع سلب النقائص الناشئة عن انتسابها اليهم
بنوع من المقايسة . الى آخر ما قاله .
فبذكر الروايات المذكورة ثبت أن ذات البارى تعالى مع صفاته لا يدرك
كنهها بالعقل المحدود مع لاحديتهما فالاحسن الكف و السكوت عن فهم كنه ذاته
و صفاته , و لذا قال باقر العلوم عليه السلام : هل سمى
عالما قادرا الا لانه وهب العلم للعلماء و القدرة للقادرين , و كلما
ميزتموه بأوهامكم فى أدق معانيه فهو مخلوق مصنوع مثلكم مردود اليكم - الخ .
لا يعتبر فى صدق المشتق و جريه على الذات التلبس بالمبدأ حقيقة و بلا واسطة فى العروض
قوله فى الكفاية ( السادس ) أى الامر السادس من الامور الباقية
فى دفع الاشتباه الواقع من صاحب الفصول (( ره )) و بيانه حاصل الكلام هو :
أن المجاز على قسمين مجاز فى الكلمة و مجاز فى الاسناد , اما الاول أى
المجاز فى الكلمة نحو (( أسد يرمى )) استعمل لفظ الاسد الذى وضع للحيوان
المفترس فى الرجل الشجاع . و الثانى أى المجاز فى الاسناد نحو (( جرى
الميزاب )) أو (( الميزاب الجارى )) فاسناد الجرى الى الميزاب بواسطة جريان
الماء فيه اسناد
اسم الکتاب : نهاية الوصول في شرح کفاية الاصول المؤلف : الجلیلي، مصطفی الجزء : 1 صفحة : 153