responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خمس رسائل المؤلف : جوادی آملی، عبدالله    الجزء : 1  صفحة : 92
و كما قلنا فى القاضى انه لابد ان يكون عالما عادلا , كذلك لابد ان يكون الشاهد عالما عادلا .

و الفرق بينهما انه يعتبر فى القاضى علمه بالقانون الالهى و فى الشاهد علمه بالموضوع مشاهدة , فيلزم عليه رعاية امور :

منها الحضور فى الحادثة لتحمل الشهادة عن معاينة , منها الحضور فى المحكمة لادائها [1] بلا تبديل و لا اعراض , اى ليس له ان يعرض عن الشهادة و يكتمها , لان الكاتم آثم قلبه [2] او يبدلها لان الله تعالى بما يعملون خبير , كما دل عليه قوله تعالى :

( يا ايها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله و لو على انفسكم او الوالدين و الاقربين ان يكن غنيا او فقيرا و الله اولى بهما فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا و ان تلووا او تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا) . [3]

قد تقدم تحقيق التمييز بين كون الانسان قائما بالقسط و كونه قواما به , كما تقدم ايضا البحث حول الشهادة على النفس و الأقرباء . و المتحصل من الاية الكريمة : عدم دخالة شى ء من العوامل النفسية او القومية او الاقتصادية فى الشهادة , حتى لا يوجب حب النفس او الوالدين او الاقربين . و كذا يجب ان لا توثر العوامل الاقتصادية من الغنى و الفقر فى كيفية اداء الشهادة او الاعراض عنها , و السر فى ذلك كله ان الله تعالى خبير بما يعمله العبد كائنا ما كان شهيد عليه , فمن علم ذلك يحفظ نفسه عن الزلة و الذلة .

و يستفاد من الاية ايضا عدم منع القرابة عن قبول الشهادة لبعض


[1]من سورة البقرة آية 282 .

[2]من سورة البقرة آية 283 0

[3]سورة النساء آية 135 .

اسم الکتاب : خمس رسائل المؤلف : جوادی آملی، عبدالله    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست