و كما قلنا فى القاضى انه لابد ان يكون عالما عادلا , كذلك لابد ان يكون الشاهد
عالما عادلا .
و الفرق بينهما انه يعتبر فى القاضى علمه بالقانون الالهى و فى الشاهد علمه
بالموضوع مشاهدة , فيلزم عليه رعاية امور :
منها الحضور فى الحادثة لتحمل الشهادة عن معاينة , منها الحضور فى المحكمة
لادائها [1] بلا تبديل و لا اعراض , اى ليس له ان يعرض عن الشهادة و يكتمها
, لان الكاتم آثم قلبه [2] او يبدلها لان الله تعالى بما يعملون خبير , كما دل
عليه قوله تعالى :
( يا ايها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله و لو على انفسكم او
الوالدين و الاقربين ان يكن غنيا او فقيرا و الله اولى بهما فلا تتبعوا الهوى ان
تعدلوا و ان تلووا او تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا)
. [3]
قد تقدم تحقيق التمييز بين كون الانسان قائما بالقسط و كونه قواما به , كما
تقدم ايضا البحث حول الشهادة على النفس و الأقرباء . و المتحصل من الاية
الكريمة : عدم دخالة شى ء من العوامل النفسية او القومية او الاقتصادية فى
الشهادة , حتى لا يوجب حب النفس او الوالدين او الاقربين . و كذا يجب ان لا
توثر العوامل الاقتصادية من الغنى و الفقر فى كيفية اداء الشهادة او الاعراض
عنها , و السر فى ذلك كله ان الله تعالى خبير بما يعمله العبد كائنا ما كان
شهيد عليه , فمن علم ذلك يحفظ نفسه عن الزلة و الذلة .
و يستفاد من الاية ايضا عدم منع القرابة عن قبول الشهادة لبعض