( الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ان لا يقولوا على الله الا الحق)
. [1]
و قد دلت هذه الاية على الاقتصار على خصوص القول عن علم و التصديق عن بصيرة
كما فى قوله عز من قائل :
( و لا تقف ما ليس لك به علم ان السمع و البصر و الفؤاد كل اولئك كان عنه
مسؤلا)
. [2]
يراد من العلم فى هذه الموارد و نظائرها مما يرجع الى ما له مساس بالسعادة و
الحياة الطيبة , ما يكون مطابقا لما انزل الله تعالى على رسوله , فانه هو المصون
عن آفة الجهل و النسيان و الطغيان , و هو الذى يصلح ان يكون مناطا و مدارا
وحيدا للقضاء .
و اما العقل فهو مستقل فى الاصول الدينية , و بارشاده يمكن معرفة الله تعالى و
التصديق به و نفى الصفات الزائدة عنه , و هكذا معرفة الرسول و لزوم عصمته و
برائته عن الذنب و الخطاء فى التبليغ , و معرفة اصل المعاد و عود الانسان بروحه
و بدنه للمحاسبة , و لكن العقل مع هذا قاصر عن درك كثير من الشئون الراجعة الى
هذه الاصول الهامة , كما انه قاصر عن درك المصالح و المفاسد الخفية فى الاشياء و
الافعال و السنن و الاداب .
فلذا يحتاج دائما الى تسديد الوحى فيما يدركه و يحتاج الى تعليمه فيما لا يناله
بالاستقلال . قال تعالى :