و الحاصل ان الحج بما له من السنن و الاسرار الجامعة يكون من اهم مظاهر الاسلام و
كفى بجامعيته ما رواه زرارة عن مولينا الصادق عليه السلام حيث قال( : جعلنى
الله فداك اسألك فى الحج منذ اربعين عاما فتفتينى فقال يا زرارة بيت حج اليه
قبل آدم بالفى عام تريد ان تفنى مسائله فى اربعين عاما) [2] .
و كذا ما قاله مولينا الباقر عليه السلام انه اتى آدم هذا البيت الف آتية على
قدميه منها سبعمأة حجة و ثلاثمأة عمرة [3] و ما ورد ان صاحب هذا الامر يحضر
الموسم كل سنة فيرى الناس و يعرفهم و يرونه و لا يعرفونه [4] و ما ورد عن
مولينا على بن موسى الرضا عليه السلام انه قال انما امر الناس بالحج لعلة
الوفادة الى الله عزوجل و طلب الزيادة و الخروج من كل ما اقترف العبد تائبا
مما مضى مستأنفا لما يستقبل الى ان قال عليه السلام و قضاء حوائج اهل الاطراف فى
المواضع الممكن لهم الاجتماع فيه مع ما فيه من التفقه و نقل اخبار الائمة
عليه السلام الى كل صقع و ناحية كما قال تعالى :
( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين و لينذروا قومهم اذا
رجعوا اليهم لعلهم يحذرون و ليشهدوا منافع لهم)
[5] .
و ما ورد عن مولينا الصادق عليه السلام فى علة لزوم الحج على العباد . . . فجعل
فيه الاجتماع من الشرق و الغرب ليتعارفوا و . . .