و اما ختمه فعن مولينا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام( انه قال الحاج لا يزال
عليه نور الحج ما لم يلم بذنب) [1] فتحصل ان الحج نور و بصيرة و لذا ورد
ان تارك الحج يحشر اعمى و هو فى الدنيا اعمى و فى الاخرة اعمى و اضل سبيلا [2]
و حيث ان الحج نور و شهود فهو ممثل للخلق العظيم و لا يتخلق الانسان بخلق عظيم
الا ان يصغر ما دون الخالق فى نفسه فمن تخلق بخلق عظيم و صار هو بنفسه عظيما لا
يتعاظم عنده شى ء اصلا اذ هو مظهر الاسم العظيم و افضل من تخلق به هو خاتم الانبياء
المنعوت بقوله تعالى
( انك لعلى خلق عظيم)
, و هو صلى الله عليه و آله مظهر لاعظم الاسماء اذ ليس المراد من الاسم الاعظم هو
اللفظ الذى يتكلم به و لا المفهوم الذهنى الذى يتصوره النفس بل هو مقام خارجى
تناله النفس المتكاملة و عين واقعية تتحقق بها النفس المتعالية .
و لعل السر فى كونه صلى الله عليه و آله مظهرا لاعظم الاسماء هو كونه صلى الله
عليه و آله خير من حج و لبى بجميع ما للحج و التلبية من الاسرار و هو صلى الله
عليه و آله قال
( ان الله يحب معالى الامور و اشرافها و يكره سفافها)
و حيث ان الثقة بالله ثمن كل غال و سلم كل عال و هو صلى الله عليه و آله كان
وثوقا بربه متكلا عليه و قد يسره الله تعالى لليسرى فلذا تخلق بذاك الخلق
العظيم لانه صلى الله عليه و آله كان واجدا لما يشترى به ذاك الغالى و لما
يتدرج به الى ذلك العالى و كان حجه صلى الله عليه و آله موازيا لمعراجه حيث
قال مولينا الصادق صلى الله عليه و آله فى بيان علة احرام رسول الله صلى الله
عليه و آله من مسجد الشجرة انه لما اسرى به الى السماء و صار بحذاء الشجرة نودى
يا