لنسيان غير الله و عدم التباهى به حيث قال تعالى :
( فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم او اشد ذكرا فمن الناس من
يقول ربنا آتنا فى الدنيا و ماله فى الاخرة من خلاق و منهم من يقول ربنا آتنا فى
الدنيا حسنة و فى الاخرة حسنة و قنا عذاب النار اولئك لهم نصيب مما كسبوا
و الله سريع الحساب و اذكروا الله فى ايام معدودات) . . .
[1] .
حيث ان نطاق هذه الايات هو طرد [2] السنة الجاهلية بذكر الاباء و الفخر
بهم و ذكر القبائل و التباهى بها و التكاثر بذلك و اثبات ذكر الله ذكرا شديدا
حيث ان الذين آمنوا اشد حبا لله فذكرهم لله ايضا اشد من ذكر هؤلاء آبائهم .
و الذى ينبغى التنبه له هو ان ذكر الله سار فى الحج و داخل فى مناسكه لا
بالممازجة و خارج عنها لا بالمباينة و هو لبها و روحها و كما ان نسيان الله و
نسيان آياته يوجب العمى ههنا و سيظهر ذاك العمى يوم القيمة حيث قال تعالى :
( . . . كذلك اتتك آياتنا فنسيتها و كذلك اليوم تنسى) [3] اذ يدل على ان نسيان الله قد اورث العمى كك ذكر الله يوجب البصيرة ههنا
فالحاج الذاكر لله تعالى يبصر ما لا يبصره غيره .
و لعله لذا جعل الحاج نفسه حرما لا يجوز احلاله و هو نفسه شعار من شعائر الله و
هو نفسه نور ما لم يقترف ذنبا فانظر بدء الحج و ختمه و اقض العجب .
اما بدئه فقال تعالى :
( يا ايها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله و لا الشهر الحرام و لا الهدى و لا
القلائد و لا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم و رضوانا)
[4] حيث ان الحاج الذى قد ام البيت الحرام و قصده حرم لا يجوز احلاله .