responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خمس رسائل المؤلف : جوادی آملی، عبدالله    الجزء : 1  صفحة : 189
الى غير الساقى و مصون الضمير عن حب الشراب و ان كان طهورا لان قلبه صار متيما بحب الساقى فلا موقع لحب غيره فيه و هذا الدعاء هو الحرى بان يكون مخ جميع العبادات اذ هو عبادة صرف لا مجال فيها لظهور غير المعبود و لا مطلوب فيها الا المعبود و لا مقصود فيها الا معرفة المعبود بالمعبود لا بغيره من آيات الافاق او الانفس .

فهناك يتحد الدليل و المدلول لانه تعالى دل على ذاته بذاته دون غير ما نهجه عليه السلام لان ما عدا ذلك اما استدلال عليه تعالى بايات الافاق و فى ذلك ينحاز كل واحد من المستدل و الدليل و المدلول بحياله و اما استدلال عليه تعالى بايات الانفس و فى ذلك و ان يتحد المستدل و الدليل و لكن ينحاز كل منهما عن المدلول و معلوم ان الدليل اذا لم يكن عين المدلول لا يمكن ان يدل عليه حق الدلالة بخلاف ما اذا كان عينه كما فى هذا الدعاء البالغ حيث انه عليه السلام استدل بالله على الله و عرفه من ذاته الظاهر و حكم بانه لا ظهور لغيره تعالى حتى يكون هو المظهر له .

و مثل هذا الدعاء السامى تجده فى ادعية على بن الحسين فى اسحار ليالى رمضان من قوله عليه السلام( : بك عرفتك و انت دللتنى عليك) و من قوله( : ان الراحل اليك قريب المسافة و انك لا تحتجب عن خلقك الا ان تحجبهم الاعمال دونك) الخ . كما تقف على مثله فى دعاء الصباح المأثور من على بن ابيطالب عليهماالسلام( : يا من دل على ذاته بذاته) .

فتحصل ان الحج من حيث اشتماله على الادعية الخاصه المحفوفة بالبركات الزمانية و المكانية و غيرها ممثل للخلق العظيم .

خامسها ان الحج بما له من التذكرة الخاصة التى قلما توجد فى غيره موجب لشهود الحاج ما لا يشاهده غيره و ذلك ان الحج و ان كان بنفسه ذكرا لله تعالى الا ان المندوب اليه فى بعض حالاته هو الذكر الموجب

اسم الکتاب : خمس رسائل المؤلف : جوادی آملی، عبدالله    الجزء : 1  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست