responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خمس رسائل المؤلف : جوادی آملی، عبدالله    الجزء : 1  صفحة : 138
فالدين قيام و جهاد لا يحوم حوله القعود و العجز كما قال تعالى : ( و لقد ارسلنا رسلنا بالبينات و انزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط) [1] حيث يدل على ان الهدف السامى للنبوة العامة السارية فى سير الانبياء الذين يسيرون عليها و يدعون اليها انما هو قيام الناس بالقسط ( بالكسر ) و تحرزهم عن القسط ( بالفتح ) و اجلى مراتب القيام بالقسط هو التوحيد لان الشرك ظلم عظيم لا عدل فيه اصلا ثم سائر مراتبه فى الاخلاق و الاعمال .

فاذا تبين ان الموعظة الالهية يتلخص فى القيام لله و ان غاية البعثة و الارسال و انزال الوحى هو قيام الناس بالقسط يلزم الغور الصادق فى معتمد هذا القيام و فى عمود هذه المقاومة و عماد هذه الاستقامة .

و الذى ورثناه من سلالة ابراهيم البانى لهذا البيت الحرام هو ان عامل قيام الناس و مقاومتهم تجاه الطغاة اللئام هو قيام الكعبة و حياتها و دوام امرها حيث قال( مولينا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام لا يزال الدين قائما ما قامت الكعبة) [2] فحياة الكعبة هو حيوة الدين و بحياة الدين يحيى الناس و بخراب الكعبة و انهدامها و هجرها يموت الدين و بموته يموت الناس و الاصل فى ذلك كله هو قوله تعالى : ( جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس) [3] .

حيث يدل على ان عمران الكعبة بالطواف حولها و الصلاة شطرها و الحج بمناسكها و جعلها قبلة يستقبل اليها فى الشؤن العبادية و نحوها هو العامل الهام لقيام الناس كما يدل على ان هدم الكعبة و هجرها بترك


[1]سورة الحديد آية 25 .

[2]وسائل ج 8 ص 14 .

[3]سورة المائدة آية 97 .

اسم الکتاب : خمس رسائل المؤلف : جوادی آملی، عبدالله    الجزء : 1  صفحة : 138
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست