فالدين قيام و جهاد لا يحوم حوله القعود و العجز كما قال تعالى :
( و لقد ارسلنا رسلنا بالبينات و انزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم
الناس بالقسط)
[1] حيث يدل على ان الهدف السامى للنبوة العامة السارية فى سير الانبياء
الذين يسيرون عليها و يدعون اليها انما هو قيام الناس بالقسط
( بالكسر ) و تحرزهم عن القسط ( بالفتح ) و اجلى مراتب القيام بالقسط
هو التوحيد لان
الشرك ظلم عظيم لا عدل فيه اصلا ثم سائر مراتبه فى الاخلاق و الاعمال .
فاذا تبين ان الموعظة الالهية يتلخص فى القيام لله و ان غاية البعثة و الارسال
و انزال الوحى هو قيام الناس بالقسط يلزم الغور الصادق فى معتمد هذا القيام و
فى عمود هذه المقاومة و عماد هذه الاستقامة .
و الذى ورثناه من سلالة ابراهيم البانى لهذا البيت الحرام هو ان عامل قيام
الناس و مقاومتهم تجاه الطغاة اللئام هو قيام الكعبة و حياتها و دوام امرها
حيث قال( مولينا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام لا يزال الدين قائما ما
قامت الكعبة) [2] فحياة الكعبة هو حيوة الدين و بحياة الدين يحيى الناس و
بخراب الكعبة و انهدامها و هجرها يموت الدين و بموته يموت الناس و الاصل فى
ذلك كله هو قوله تعالى :
( جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس) [3] .
حيث يدل على ان عمران الكعبة بالطواف حولها و الصلاة شطرها و الحج بمناسكها
و جعلها قبلة يستقبل اليها فى الشؤن العبادية و نحوها هو العامل الهام لقيام
الناس كما يدل على ان هدم الكعبة و هجرها بترك