كتابه :
( البيت الحرام) [1] و قال :
( و من دخله كان آمنا) [2] و من ذاك الاصل ما تنعم به قريش حيث انه تعالى اطعمهم من جوع و آمنهم
من خوف .
الصلة الثامنة فى ان الكعبة البيت الحرام قيام للناس
ان المراد من القيام المطلوب فى قوله تعالى
( قل انما اعظكم بواحدة ان تقوموا لله)
[3] هو المقاومة و الاستقامة لا الانتصاب البدنى و هو واضح و يقابله القعود
بمعنى العجز و الاستكانة و الانظلام و لذا جعل الجهاد و القعود متقابلين حيث قال
تعالى :
( فضل الله المجاهدين باموالهم و انفسهم على القاعدين درجة)
[4] فالمجاهد الذى يجاهد اهوائه كما يجاهد اعدائه فهو قائم و الذى يتصالح
مع هواه كما يصالح عدوه فهو قاعد و الدين الالهى يتلخص فى قوله تعالى
( قل انما اعظكم بواحدة)
و هو يفيد الحصر اى لا موعظة الا بخصلة واحدة و هو القيام لله اى المقاومة لاحياء
امر الله و الاستقامة فى امتثال حكمه و هذا هو المعبر عنه بالجهاد فالدين الالهى
متبلور فى المجاهدة لا غير و الجهاد مع الاهواء و الاعداء قيام و اعطاء الاعداء
باليد و التسليم لهم او الفرار منهم قعود و عجز .
و لعل التعبير عن المجاهدة بالقيام لانه من بين سائر الحالات و الشؤن اقوى
الحالة و اشدها دفاعا و اهيائها دعا و دفعا او تحاملا و تهاجما