القتل و النهب و السبى و ما الى ذلك مما كان يفعله الطغاة الذين لا شعار لهم الا
شعار قد افلح اليوم من استعلى و لا يهمهم امر اصلا بل قد اهمتهم انفسهم و يظنون
بالله ظن الجاهلية و يأكلون و يتمتعون كما تأكل الانعام .
و لكن الاصل فى ذلك كله هو الكعبة التى جعلها الله مثابة للناس و امنا لهم ثم
بتشرفها جعل البلد امينا و الحرم مأمونا و المكة مصونة و قد روى عن النبى صلى
الله عليه و آله و الائمة عليهم السلام( انه حرم الحرم لعلة المسجد) . [1]
و روى عن مولينا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام انه قال : من دخل الحرم من
الناس مستجيرا به فهو آمن و من دخل البيت مستجيرا به من المذنبين فهو آمن من
سخط الله و من دخل الحرم من الوحش و السباع و الطير فهو آمن من ان يهاج او يؤذى
حتى يخرج من الحرم [2] و كان هذا التأمين الالهى اجابة لبانى الكعبة ابراهيم
الخليل عليه السلام حيث دعا ربه و قال :
( رب اجعل هذا بلدا آمنا) [3] و قال ايضا
( رب اجعل هذا البلد آمنا) [4] .
و لعل سر التفاوت فى التعبير هو بلحاظ كون ذينك الدعائين فى زمانين مختلفين
احدهما قبل تحقق البلد و بناء مكة و ثانيها بعد بناء مكة و تحقق البلد .
و كيف كان فقد جعل الله البيت حراما و وصفه به حيث قال فى