تبقى و لا تفنى و ان نفدت و بادت تلك الاشياء حيث قال تعالى :
( و ان من شى ء الا عندنا خزائنه و ما ننزله الا بقدر معلوم)
. [1] و قال تعالى :
( ما عندكم ينفد و ما عند الله باق)
. [2] فلا مجال لنفاد الخزائن التى عند الله لان كل ما عنده فهو مصون عن الزوال
و محفوظ عن الفناء .
و ثانيا بان جميع تلك الاشياء الخارجية نازلة من تلك الخزائن الغيبية لا بنحو
التجافى المستلزم للنفاد و الزوال بل بنحو التجلى كما قال على عليه السلام الحمد
لله المتجلى لخلقه بخلقه . و يدل على ذلك التنزل قوله تعالى : و ما ننزله الا
بقدر معلوم , حيث ينطق بان وجود تلك الاشياء فى تلك المخازن بنحو اللف الجمع
و عند التنزل يصير بنحو النشر و القدر و الهندسة .
فمن هنا يظهر معنى قوله تعالى :
( . . . قد انزلنا عليكم لباسا يوارى سوآتكم و ريشا)
. [3]
و قوله تعالى :
( و انزل لكم من الانعام ثمانية ازواج)
. [4]
و قوله تعالى :
( و فى السماء رزقكم و ما توعدون)
. [5]
و قوله تعالى :
( و انزلنا الحديد فيه بأس شديد)
. [6]
حيث ان الانزال فى هذه الموارد و نظائره بمعنى التنزل و التجسم لا التجافى نظير
انزال المطر من السماء الى الارض لان كل قطرة منه اذا نزلت الى الارض فقد
انتقلت و هجرت مكانها السمائى فكل شى ء