بها و يصير كاملا و اما اذا كان الكمال المحض مبدء لفيض و سببا لامر كيف يفرض
له غرض زائد على ذاته بل هو الغرض الذاتى لكل فعل و فيض كما هو المبدء الذاتى
لكل اثر و خير حسبما افاده القرآن الحكيم بقوله تعالى هو الاول و الاخر الاية
فتبين انه تعالى هو الغاية بالذات فلا غاية له كما انه تعالى هو الفاعل بالذات
لما عداه فلا فاعل له و هو تعالى خالق كل شى ء و اليه يصير الامور
( كما بدءكم تعودون )
.
فمن ذلك يظهر سر قوله تعالى :
( و لله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا و من كفر فان الله غنى عن
العالمين)
. [1]
حيث ان الحج عبادة مفروضة من الله على الناس و هم محتاجون الى ان يحجوا و
يعتمروا فان كفروا و مردوا فان الله غنى عن العالمين فضلا عنهم و عن عبادتهم .
فالحج كغيره من العبادات غاية الخلق لا الخالق و الحاج يتزود بحجه خير المزاد
والله غنى محض لانه نفس الغناء و محض الكمال فلا يتصور له غاية زائدة على ذاته
اذ لا غاية للغاية الذاتية . و اما الصلات : ففى بيان فضائل الكعبة و سنن الحج و
اسرارها و تأثيرها فى تحرير الرقاب من الاستعباد و عتق النفوس من الاستكبار و
وضع الاصار و الاغلال من الاعناق و الايدى و الارجل و اخراج الناس من ذل الاديان الى
عز الاسلام .
الصلة الاولى فى ان الكعبة مثال للعرش
ان الاصول القرآنية ناهضة اولا بان لجميع الاشياء خزائن عند الله