موجود فى عالم المادة فله اصل محفوظ عند
الله يتنزل منه و يكون آية له و مرأة اياه و كذا يكون مرقاة اليه
( الا الى الله تصير الامور )
. [1]
فمن ذلك ما ورد من نزول قواعد الكعبة من الجنة و كذا نزول الحجر الاسود و نزول
حجر المقام [2] حيث ان ذلك كله يدل على ان لاجزاء البيت و اركانه اصلا طيبا
عند الله يكون تلك الامور متنزلة من ذلك الاصل الطيب [3] و يشهد له ما ورد
فى سر تربيع الكعبة و بنائها على اربعة اركان من ان ذلك كان بحذاء البيت
المعمور و كذا العرش حيث ان له اركانا و اضلاعا اربعة فلما سئل الامام الصادق
عليه السلام المعصوم عن سر تربيع العرش اجاب عليه السلام بان الكلمات التى بنى
عليها الاسلام اربع و هى التسبيحات الاربع سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا
الله و الله اكبر [4] .
حيث ان هذا السؤال و الجواب يدل على ان الكعبة قد تنزلت من البيت المعمور
المتنزل من العرش على المعنى المتقدم من التنزل المنزه عن التجافى و على ان سر
التربيع فى هذه الانظمة الثلاثة اعنى الطبيعة و المثال و العقل هو تربيع الكلمات
الدالة على التنزيه و التحميد و التهليل و التكبير .
فمن هنا يلوح معنى ما ورد من ان الكعبه من موضعها الى عنان السماء قبلة ( وافى
: باب وجوب الاستقبال ) لان ظاهره و ان كان هو وجوب الاستقبال الى هذا البعد
العمودى تشريفا و لكن سره يدل على