responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی    الجزء : 1  صفحة : 59

لما توفي يزيد بن عبد الملك وأفضى الأمر إلى هشام أتاه الخبر وهو في ضيعة له مع جماعة . فلما قرأ الكتاب سجد . وسجد من كان معه من أصحابه خلا سعيد فإنه لم يسجد

فقال له هشام : لم لم تسجد ؟ فقال علام أسجد ؟ أعلى إن كنت معي فصرت في السماء ؟ قال له فإن طيرناك معنا ؟

قال : الآن طاب السجود .

وشبيه بهذا قول مالك بن هبيره لحصين بن نمير ـ على أثر تنازل معاوية بن يزيد عن « الخلافة » ـ هلم فلنبايع لهذا الغلام ـ أي خالد بن يزيد ـ « الذي نحن ولدنا أباه وهو ابن أختنا فقد عرفت منزلتنا من أبيه فإنه كان يحملنا على رقاب العرب [1] .

« يتضح من هذين المثالين أن مقياس الخلافة قد أصبح عند الناس في العهد الأموي خاصة ـ هو المصلحة الشخصية بأضيق معانيها . وقد حصل ذلك ـ على ما يبدو ـ كنتيجة من نتائج الحكم الأموي نفسه . ومن ثم صار سبباً من أسباب تثبيته . فهو نتيجة وسبب في آن واحد .

وقد عبر عن ذلك كله خالد بن عبد الله بن أسيد في جوابه لعبد الملك بن مروان حين عاتبه عبد الملك على قلة المال الذي أرسله إليه حينما كان والياً على العراق :

استعملتني على العراق وأهله رجلان : سامح مطيع مناصح وعدو مبغض مكاشح

فأما السامع المطيع المناصح فاجزيناه ليزداد ودا إلى وده .

وأما المبغض المكاشح فأنا دارينا ضغنه وسللنا حقده . فكثرنا لك المودة في صدور رعيتك » .

روي ابن الكلبي عن أبيه عبد الرحمن بن السائب ان الحجاج قال يوماً « لعبد الله بن هاني » ـ وهو رجل من بني أود وكان شريفاً في قومه وقد شهد مع الحجاج مشاهده كلها وكان من أنصاره وشيعته ـ والله ما كافأتك بعد .


1 ـ الطبري : « تاريخ الامم والملوك » 7 | 38 .

اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست